منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 من أسماء الله الحسنى الإله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

من أسماء الله الحسنى   الإله     Empty
مُساهمةموضوع: من أسماء الله الحسنى الإله    من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:15 pm

من أسماء الله الحسنى الإله



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .



من أسماء الله الحسنى : ( الإله )



أيها الإخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم ، هو : ( الإله ) .



1 ـ ورود اسم ( الإله ) في القرآن الكريم والسنة النبوية :



فقد ورد في القرآن الكريم في مواضع كثيرة ، قال تعالى :





] وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) [

( سورة البقرة )
وقال تعالى :





] وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ (73) [

( سورة المائدة )


معنى السنة :



أما في السنة فلا بد من تمهيد :

تعريف سنة النبي عليه الصلاة والسلام : هي أقواله وأفعاله وإقراره ، أيّ شيء قاله هو من السنة ، وأيّ شيء فعله هو من السنة ، فإذا سمع كلاماً وسكت عنه فهو من السنة ، لأنه لا يمكن أن يسكت على خطأ ، فإذا سكت معنى ذلك أنه أقره ، والنبي عليه الصلاة والسلام نقل لأصحابه قول خبيب حينما قتل .

بالمناسبة ، سئل خبيب قبل أن يقتل : أتحب أن يكون محمد مكانك ، وأنت في أهلك وعافيتك ؟ فقال كلمة لا تنسى ، قال : << والله ما أحب أن أكون في أهلي وولدي ، وعندي عافية الدنيا ونعيمها ، يعني الورود والأزهار ، والبيت الواسع بالمقاييس المعاصرة ، التكييف والطعام ، ومركبة فارهة ، والله ما أحب أن أكون في أهلي وولدي ، وعندي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة >> .

لذلك قال أبو سفيان : << ما رأيت أحد يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً >> .

أيها الإخوة الكرام ، الإسلام هو الحب ، فإذا ألغي الحب من الإسلام كان جثة هامدة ، ألا لا إيمان لمن لا محبة له ، لأن الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم أن أساس العلاقة بين العباد وربهم علاقة حب :





] يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (54) [

( سورة المائدة )

فلذلك سنة النبي عليه الصلاة والسلام وحي يوحى :







? وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ?

( سورة النجم )

فلما قتل خبيب ، قبل أن يقتل صلي ركعتين ، وقال :

وَلَسْتُ أُبَالِى حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمـــاً عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ في اللهِ مَصْرَعِي

وَذَلِكَ في ذاتِ الإِلَهِ وَإِن يَشـــأ يُبارِك عَلى أَوصالِ شِلوٍ مُــمَزَّعِ

وذلك في ذات الإله ،من أجل الله عز وجل ، لذلك :





] قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) [

( سورة الأنعام )

فالنبي عليه الصلاة والسلام نقل قول خبيب : << وذلك في ذات الإله >> ، ولم يعترض عليه ، إذن الإله بدليل السنة النبوية من أسماء الله الحسنى .

أيها الإخوة ، في صحيح البخاري ورد الدعاء التالي :

(( ... اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )) .

[ البخاري عن ابن عباس ]
فـ ( الإله ) من أسماء الله الحسنى بنص القرآن الكريم ، وبإقرار النبي عليه أتم الصلاة والتسليم .



2 ـ معنى ( الإله ) :



لكن أيها الإخوة ، ما معنى ( الإله ) ؟

قال علماء اللغة : ( الإله ) اسم مفعول ، ونحن لغتنا والحمد لله لغة راقية جداً ، لغة تصريف ، عندنا فعل ، وعندنا مصدر ، وعندنا فعل ماض ، وفعل مضارع ، وفعل أمر ، واسم فاعل ، واسم مفعول ، واسم مكان ، واسم زمان ، واسم آلة ، وصفة مشبهة باسم الفاعل ، لغتنا مبنية على نظام الأُسَر .

مثلا : عرف ، المعرفة مصدر ،عرف ، يعرف ، عارف ، معروف ، اعرف عراف ، فهناك جد وهناك أحفاد كثيرون .

للتقريب ، أنت في اللغة الإنجليزية تقول : table طاولة ، book كتاب ، write يكتب ، أما في اللغة العربية فتقول : مكتب وكتاب وكتابة ، من أسرة واحدة ، فـ ( الإله ) اسم مفعول بمعنى المألوه ، والمألوه أي : المعبود محبةً وتعظيما .

أيها الإخوة ، أصل الفعل ألِه يأله إلهةً ، و( الإله ) هو الله ، الآن كل ما اتخذ من دون الله معبودا هو إله عند من اتخذه ، حينما تخضع لشيء ، حينما تطيع شيئاً أو جهةً ، حينما تستسلم لها ، لو لم تسمِّها إلها فقد جعلتها إلهاً :





? أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ?

( سورة الجاثية الآية : 23 )

أيّ جهة تخضع لها ، تستسلم لها ، تحبها ، تتفانى في طاعتها هي إلهك .



3 ـ أن يكون اللهُ إلهَك ومعبودَك :



ما البطولة ؟ أن يكون الله إلهك ، لا أن تكون الشهوة إلهك ، لا أن يكون قوي من أقوياء أهل الأرض إلهَك ، لا أن يكون الشيطان إلهَك ، لابد من جهة تخضع لها ، إن لم تكن عبداً لله فأنت عبد لعبد لئيم ، لذلك البطولة أن تعبد الله ، البطولة أن يكون الله جل جلاله إلهك ، بمعنى تخضع له ، تحبه ، تتفانى في طاعته ، هو مرجعك ، هو الحكم .



4 ـ لا معبودَ بحقٍّ إلا الله :



أيها الإخوة الكرام ، لا معبود بحق إلا الله ، هذا معنى : ( لا إله إلا الله ) ، أي : ليس هناك في الكون جهة تستحق أن تعبدها إلا الله :



? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?

( سورة البقرة )

من يستحق العبادة ؟ هو الخالق :





? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ?

( سورة البقرة الآية : 21 )

من يستحق العبادة ؟ هو الرب ، من هو الرب ؟ هو الممد ، هو من يمدك بالهواء ؟ لو أن اجتماعاً على أعلى مستوى في الأرض ضمّ كل الدول ، واتخذ قرار بإنزال الأمطار هل تنزل الأمطار ؟ الذي يمدك بالماء ، بالهواء يمدك بالنبات ، بالطعام والشراب :





? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ?

( سورة البقرة الآية : 21 )

الخالق يُعبد ، الرب يُعبد :





] وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ (123) [

( سورة هود )

اعبد مَن إليه يرجع الأمر كله ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ )) .

[ أحمد ]
5 ـ عبادةُ الله علّةُ وجود الإنسان :



ذلك أيها الإخوة ، أكاد أقول : إن العبادة علة وجودك في الدنيا ، وهي علة واحدة .

للتوضيح : أرسلك والدك إلى بلد غربي لتنال رسالة دكتوراه ، إلى باريس مثلاً ، المدينة الكبيرة العملاقة الصاخبة ، فيها مسارح ، فيها ملاهي ، فيها حدائق ، فيها مكتبات ، فيها أسواق ، مدينة مترامية الأطراف ، وأنت إنسان في هذه المدينة ، لو سألناك : ما علة وجودك في هذه المدينة ؟ لك في هذه المدينة علة واحدة ، سبب واحد لبقائك فيها ، هدف واحد في هذه المدينة ؛ أن تنال الدكتوراه ، ولذلك أخطر سؤال تسأله لنفسك : ما علة وجودي في الأرض ؟



إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى





الناس يتحركون :





] وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) [

( سورة الليل )

هذا يسعى لكسب المال ، ثم يفاجأ أن المال ليس بشيء عند الموت .

جمع رجلٌ ثمانمئة مليون من القمار ، وهو على فراش الموت شعر بالخطر ، فطلب أحدا ممّن يعمل في الحقل الديني ، هكذا قال بالضبط ، قال : ماذا أفعل ؟ قال : والله لو أنفقتها كلها ما تنجو من عذاب الله :





] إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) [

( سورة الليل )

لكن يا ترى هل الحركة متوافقة مع الهدف ؟ لماذا أنا في الدنيا ؟

هناك سؤال أيها الإخوة ،هذا سؤال يتضح بالمثل التالي :

ذهب رجلٌ إلى باريس ، ونام في الفندق ، واستيقظ في صبيحة اليوم الأول ، وسأل : إلى أين أذهب ؟ ما هذا السؤال ؟ نسأله نحن : لماذا أتيت إلى هنا ؟ إن أتيت طالباً فاذهب إلى المعاهد والجامعات ، وإن أتيت تاجراً فاذهب إلى المعامل والمؤسسات ، وإن أتيت سائحاً فاذهب إلى المقاصف والمتنزهات ، متى يصح عملك في مكان ما ؟ إذا عرفت سر وجودك ، وغاية وجودك ، لذلك لا شيء يعلو في حياة الإنسان على معرفة سر وجوده ، وغاية وجوده ، وقد تجد إنسانا في أعلى درجات العقل يطلب العلم ، يبحث عن عمل صالح يرقى به عند الله ، يربي أولاده تربية صحيحة ، يتعامل مع الناس وفق منهج الله ، هذا عرف سر وجوده ، وغاية وجوده ، لذلك أنت كائن متحرك ، ما الذي دفعك إلى الحركة ؟

هذه الطاولة لا تتحرك ، ليس فيها شهوات ، ولا تحِبّ طاولة ثانية أمامها ، لا تأكل ، ولا تشرب ، ليس عندها طموحات ، لو تركتها مئات السنين تبقى على ما هي عليه ، أما أنت ـ أيها الإنسان ـ فكائن متحرك ، لماذا ؟ لأن الله أودع فيك حب الطعام والشراب ، أودع فيك حاجة إلى الجنس ، فتتزوج ، أودع فيك حاجة إلى تأكيد الذات ، فالحاجات الأساسية ، الحاجة إلى الطعام للحفاظ على فردك ، والحاجة إلى الجنس للحفاظ على النوع ، والحاجة إلى تأكيد الذات للحفاظ على الذِّكر ، هذه الحاجات الثلاث تدفعك إلى الحركة ، فأنت كائن متحرك ، البطولة أن تكتشف ما إذا صحت حركتك أو لم تصح .

إن طالبًا عنده امتحان في آخر سنة ، مادة أساسية ، الامتحان مصيره يبني على نجاحه ، وتعيينه في منصب ، وتأمين الدخل ، وشراء بيت ، والزواج ، التعيين وتأمين بيت والزواج مبني على نجاحه ، عنده مادة أساسية أخيرة ، وأصعب مادة ، والامتحان بعد أيام ، ما الحركة المناسبة له ؟ أن يقبع في البيت ، وأن يقرأ الكتاب المقرر، لو أن أصدقائه الخلَّص أخذوه إلى مكان جميل مطلٍّ على البحر ، والجبل فيه نبات أخضر ، والطعام نفيس جداً ، وهو يحبهم ، جالس مع أصدقاء يحبهم ، والمكان جميل ، والطعام طيب ، لماذا يشعر بانقباض شديد ؟ لأن هذه الحركة لا تتناسب مع الهدف القريب .



السعادة في توافق الحركة مع الهدف :



إذاً : السؤل الثاني : أنت متى تسعد ؟ تسعد إذا جاءت حركتك متوافقة مع هدفك .

اسأل تاجرا لا بيع ولا شراء عنده ، وهو جالس طول النهار في المحل ، هاتوا شاي ، هاتوا قهوة ، هاتوا مجلة ، هاتوا جريدة ، تجده مسموم البدن ، مع أنه مرتاح ، الراحة لا تتناسب مع هدف المحل التجاري ، أما لما ينسى أن يتغدى من كثرة البيع فهو أسعد إنسان ، ما يجلس دقيقة ، من محل لمحل ، فلما يكون البيع شديدا يكون معه تعب شديد ، ويكون التاجر في أسعد لحظاته ، ولما يكون في راحة تامة واسترخاء ، وضيافة مستمرة ، وأصدقاء وصحف ومجلات ، تجده في أتعس حالاته .

متى تسعد ؟ إذا جاءت حركتك موافقة لهدفك ، ومتى تشقى ؟ إذا جاءت الحركة ليست موافقة لهدفك .

الآن السؤال : علة وجودنا على وجه الأرض الوحيدة أن نعبده ، الدليل :



? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ?

( سورة الذاريات )

ما العبادة ؟ بتعريف مختصر ، غاية الخضوع لله ، وغاية الحب ، بالتعريف المفصل : هي طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية .

لا بد من أن تعرفه حتى تعبده ، لذلك أكبر جزء من دينك طلب العلم ، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم .

العلة الوحيدة من وجودك على وجه الأرض بنص كتاب خالق السماوات والأرض أن تعبده ، من هو الخاسر ؟





? قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ?

( سورة الكهف )



أنت إنسان ضعيف :



الإنسان يقول لك : أنا ، أنت حياتك متوقفة على قدر شريانك التاجي ، ميليمتر وربع ، فإذا ضاق هذا الشريان دخلت في متاعب لا يعلمها إلا الله ، أول شيء تحتاج إلى قسطرة ، ثم يخيرونك بين زرع شريان أم ( استاند ) ؟ يحتار ، يسأل أول طبيب ، والثاني ، أيهما أفضل ؟ أيهما أدوم ؟ أيهما أصح ؟ أيهما أسلم ؟ وكل مكانتك ، وكل حيويتك ، وكل نشاطك وهيمنتك ، و شخصيتك وحجمك المالي متوقف على سيولة الدم ، فإذا تجمد الدم في أي مكان في الدماغ حدث شلل ، ومع الشلل ثبات ، وهذا الذي لا زال حياً من ثلاث سنوات ، وأمد الله في عمره ، والذي هدم سبعين ألف بيت في غزة لا يزال حياً حتى الآن ، عنده ثبات ، الله كبير ، فأنت وهيمنتك وعظمتك ، وحجمك المالي ومكانتك تتوقف هذه المكانة على شيء ثالث ، على انضباط نمو الخلايا ، فإذا نمت نمواً عشوائياً فهذا المرض الذي حير أهل الأرض يصيب الكبار والصغار ، والشباب والأطفال ، والنساء والشيوخ ، والأقوياء والضعفاء ، يصيب كل المخلوقات ، حتى الآن ليس له دواء ، ورم خبيث وانتهى بالموت .

مرة كنت عند طبيب قلب فجاءه اتصال هاتفي ، يقول صاحبه : أيّ مكان في العالم ، أيّ مبلغ مؤمَّن ، قال : لا أمل ، بلغ المرض الدرجة الخامسة .

فلذلك علة وجودك الوحيدة أن تعبد الله ، إذاً : ليس هناك من جهة في الكون تستحق أن تعبدها إلا الله ، لا معبود بحق إلا الله ، معنى لا إله إلا الله ، الإله المعبود ، أله يأله إلاهةً ، ( الإله ) هو الله الذي يستحق أن تعبده :





] هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) [

( سورة المدثر)



العبادة الشعائرية تصح بصحة العبادة التعاملية :



لكن بعد أن شرحت معنى العبادة عندنا أنواع للعبادة :

عندنا عبادة شعائرية ، كالصلاة والصوم والحج ، وعندنا عبادة تعاملية ، الفكرة الخطيرة أن العبادة الشعائرية لا تصح ، ولا تُقبَل إلا إذا صحت العبادة التعاملية ، وتركُ دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام .

1 ـ الصلاة :

النبي عليه الصلاة والسلام سأل أصحابه :

(( أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا لَهُ دِرْهَمَ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ ، قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ )) .

[ مسلم عن أبي هريرة ]

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا ، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا ، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )) .

[ ابن ماجه عن ثوبان ]

هذه الصلاة .

2 ـ الصيام :



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )) .

[ أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالعَطَشُ )) .

3 ـ الحج :



(( من حج بمال حرام ، ووضع رجله في الركاب ، وقال : لبيك اللهم لبيك ينادى أن : لا لبيك ، ولا سعديك ، وحجك مردود عليك )) .

[ ورد في الأثر ]

4 ـ الزكاة :





] قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53)[

( سورة التوبة : الآية 53)

5 ـ النطق بالشهادة :



(( من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة ، قيل وما حقها ؟ قال : أن تحجزه عن محارم الله )) .

[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم ، وفي سند الحديث مقال كبير ]



خاتمة :



علة وجودنا في الأرض أن نعبده ، وإذا ربحنا الأبد نكون قد ربحنا الربح الحقيقي :



? فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ?



( سورة آل عمران الآية : 185 )

قائد القوات الإسلامية في دمشق أبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة ، فإذا بيته هو غرفة ، وعلى الأرض جلد غزال ، وقِدر مغطاة برغيف خبز ، وسيفه معلق ، قالوا : ما هذا ؟ قال : هو للدنيا ، وعلى الدنيا كثير ، ألا يبلغنا المقيل ؟

ما مِن إنسان له قريب ساكن بأرقى أحياء دمشق ، وتوفى ، وذهب إلى التعزية ، إلا ويقول في نفسه : مَن صمم هذه التزينات ؟ من اشتري هذه الثريات ؟ من اشتري هذا السجاد ؟ أين هو الآن ؟ إنها موعظة كبيرة جداً ، والموعظة الأشد أنه ما من نعي إلا كتب عليه : وسيشيع إلى مثواه الأخير ، فالمثوى الذي نعيشه الآن مثوىً مؤقت ، اعتن به ما شئت ، لابد من تركه ، وأيّ إنسان ساكن في بيت في يوم من الأيام يخرج منه أفقيا مرة واحدة ؟ ولن يَعُود ، ووالله ما رأيت على وجه الأرض أعقل ولا أذكى ولا أكثر نجاحاً وتفوقاً وفلاحاً ممن أعدّ لهذه اللحظة التي لابد منها .

كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر ، والعمر مهما طال فلابد من ونزول القبر .

و كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمـــــول
فإذا حملت إلى القبـــور جنازة فاعلم بأنك بعدهــا محمـــــول
***

ما من يوم ينشق فجره إلا وينادى : " يا ابن آدم ، أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة .

ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها

***

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ )) .

[ الترمذي ]

" وما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيته ، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا ، وما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا جعلت الأرض هوياً تحت قدمه ، وقطعت أسباب السماء بين يديه " .

أيها الإخوة ، تفكُّرُ لحظة واحدة ينقلك من الضياع إلى الوجدان .





أيها الإخوة الكرام ، لازلنا في اسم ( الإله ) ، والإله هو المعبود ، ومعنى : لا إله إلا الله أي : لا معبود بحق إلا الله ، أي أن الله وحده يستحق العبادة ، لأنه الخالق ، لأنه الرب ، لأنه المسير .



1 ـ العبادةُ من لوازم ألوهية الإله :



في اللقاء السابق أيها الإخوة ، عرفنا العبادة بأنها طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة ، يقينية تفضي إلى سعادة أبدية ، وكان الحديث أيضاً عن العبادات الشعائرية ، كالصلاة والصوم والحج والزكاة ، وعن العبادات التعاملية ، كالاستقامة والصدق والأمانة والعفة ، وأكدت مع الأدلة القرآنية أن العبادات الشعائرية لا تقبل ولا تصح إلا إذا صحت العبادات التعاملية ، واليوم ننتقل إلى موضوع متعلق بالعبادة ، لأن ( الإله ) هو المعبود ، وعلة وجودنا على وجه الأرض أن نعبد الله :





? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ?

( سورة الذاريات )

2 ـ مفهومُ العبادة واسعٌ :



ولكن المشكلة أن معظم المسلمين إذا ذكروا كلمة عبادة ينصرف ذهنهم إلى العبادات الشعائرية ؛ من صيام وصلاة وحج وزكاة ، ولكن الحقيقة أن العبادة لها مفهوم واسع جداً ، هي غاية الخضوع لله ، مع غاية الحب ، ومنهج الله ولا أبالغ يقترب من مئة ألف بند في كل شؤون حياتك ، بدءً من فراش الزوجية ، إلى العلاقات الدولية .



أنواع العبادة :



فلذلك هناك أنواع من العبادة :



النوع الأول : عبادة الهوية :



النوع الأول هو عبادة الهوية ، أنت من ؟ كل واحد منا له موقع في المجتمع ، فقد يكون غنياً ، فالغني عبادته الأولى إنفاق المال ، بل إن المال مادة امتحانه الأولى ، فإما أن ينجح في إنفاق المال في الوجوه التي ترقى به في الآخرة ، وإما أن ينفق هذا المال على شهواته ونزواته ، لذلك ورد في الأثر القدسي : (( عبدي أعطيتك مالا فماذا صنعت فيه ؟ في الآخرة لسان الحال لا لسان المقال ، يقول : يا رب لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي ، فيقول الله له : ألم تعلم بأني الرزاق ذو القوة المتين ؟ إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم ـ يسأل عبد آخر ـ أعطيتك مالاً فماذا صنعت في ؟ يقول : يا رب أنفقته على كل محتاج ومسكين ، لثقتي بأنك خير حافظاً ، وأنت أرحم الراحمين ، فيقول الله له : أنا الحافظ لأولادك من بعدك )) .

[ ورد في الأثر ]

لذلك قد يكون موقع الإنسان في الحياة أنه غني ، والغني عبادته الأولى إنفاق المال ، الآن سوف نسمي هذه العبادة عبادة الهوية ، أنت من ؟ هناك إنسان آخر قوي يحتل منصبا رفيعا بجرّة قلمٍ يحق حقاً ، ويبطل باطلاً ، بجرة قلم يقر معروفاً ، ويزيل منكراً ، والإنسان كلما علا موقعه في مجتمعه اتسعت رؤيته .

أذكر مرة أنني أتيت إلى دمشق بالطائرة من قبرص ، وحينما دخلنا سواحل بلدنا الطيب رأيت بيروت وطرابلس معاً ، على ارتفاع أربعين ألف قدم يتاح لك أن ترى مئة كيلو متر معاً ، علمتني هذه الرؤية درساً ؛ أنه كلما ارتفع مقام الإنسان تتسع رؤيته ، وكلما ارتفع مقام الإنسان تزداد مسئوليته ، معلم في صف مسئول عن ثلاثين طالبا ، لكن مدير المدرسة مسئول عن ثلاثمئة وستين طالبا ، لكن مدير التربية مسئول عن محافظة ، إلا أن وزير التربية مسئول عن المناهج في البلاد كلها ، فكلما ارتفع مقام الإنسان ازدادت مسئوليته ، وهذا ما دعا سيدنا عمر بن الخطاب إلى أن يقول : << لست خيراً من أحدكم ، ولكنني أثقلكم حملاً >> .

والمسئول الكبير حينما يدقق في معنى كلمة مسئول كبير يجب أن ترتعد فرائصه ، لأنه سيُسأل عن كل شيء ، سيدنا عمر أدرك هذه المسئولية ، وقال : << والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها >> .

دخلت فاطمة بنت عبد الملك على سيدنا عمر بن عبد العزيز ورأته يبكي في مصلاه ، قالت له : " مالك تبكي ؟ قال : دعيني وشأني ، فلما ألحّت عليه قال : ويحك يا فاطمة ، إني قد وليتُ أمر هذه الأمة ، ففكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهول ، واليتيم المكسور ، والمظلوم المقهور ، والغريب والأسير ، والشيخ الكبير والأرملة الوحيدة ، وذي العيال الكثير والرزق القليل ، وأشباههم في أطراف البلاد ، فعلمت أن الله سيسألني عنهم جميعاً ، وأن خصمي دونهم رسول الله ، فخفت ألا تثبت حجتي ، فلهذا أبكي " .

لذلك أيها الإخوة ، القوي عبادته الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل ، رد المظالم لأصحابها ، هذه عبادته الأولى .

نتحدث الآن عن عبادة الهوية ، مَن أنت ؟ أنت غني العبادة الأولى إنفاق المال ، أنت قوي العبادة الأولى إحقاق الحق ، أنت عالم العبادة الأولى التبيين والتوضيح ، وألا تأخذك في الله لومة لائم ، سئِل الإمام الحسن البصري : بمَ نلت هذا المقام ؟ قال : " باستغنائي عن دنيا الناس ، وحاجتهم إلى علمي " .



] الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ (39) [



( سورة الأحزاب )
فلو أن هذا الإنسان الذي تصدى للدعوة خشي غير الله فما تكون النتائج ؟ يسكت عن الحق خوفاً منه ، وينطق بالباطل إرضاءً له ، انتهت دعوته كلياً ، لذلك قالوا : كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرّب أجلاً .





] الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً (39) [



( سورة الأحزاب )
هذه عبادة العلماء التبيين ، التوضيح .

أنت امرأة ، هويتك كامرأة عبادتك الأولى رعاية الزوج والأولاد ، وقد ورد في بعض الأحاديث ، (( اعلمي أيتها المرأة ، و أعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله )) .

والجهاد كما تعلمون ذروة سنام الإسلام ، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام حينما فتح مكة دعته بيوتاتها أن يبيت عندهم ، فقال :

(( انصبوا لي خيمة عند قبر خديجة )) .

[ ورد في الأثر ]

وركز لواء النصر أمام قبرها ، ليعلم العالم كله أن هذه المرأة التي في القبر شريكته في النصر .

أنت غني أو قوي أو عالم ، أو أنت امرأة ، لذلك العبادة الأولى متعلقة بهوية الإنسان ، هذا معنى آخر من معاني العبادة .



النوع الثاني : عبادة الظرف :



أحياناً هناك ما يسمى بعبادة الظرف ، عندك أب مريض ، العبادة الأولى رعاية المريض ، عندك ضيف ، العبادة الأولى إكرام الضيف ، عندك ابن عنده امتحان ، العبادة الأولى أن تهيئ له الجو المناسب للامتحان ، هذه عبادة الظرف .



النوع الثالث : عبادة الوقت :



عبادة الوقت ، إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار ، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله بالليل .

تروي بعض السير أن عامل سيدنا عمر على أذربيجان أرسل له رسولاً ، هذا الرسول وصل إلى المدينة في منتصف الليل ، فكَرِه أن يطرق باب أمير المؤمنين ، فدخل إلى المسجد ، وما كان فيه إضاءة ، سمع رجلاً يبكي ويناجي ربه يقول : يا رب ، هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي ، أم رددتها فأعزيها ؟ سأله : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا عمر ، قال : أنت أمير المؤمنين ؟!!! يا أمير المؤمنين ألا تنام الليل ؟ فقال عمر : << إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي ، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي >> ، لذلك ورد في بعض الآثار أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجل شاب يتعبد الله في وقت العمل ، فسأله :

(( مَن يطعمك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك )) .

[ ورد في الأثر ]

وقت العمل عمل ، ووقت الفجر عبادة وتلاوة القرآن وقيام الليل ، وصلاة الفجر في المسجد :

(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ )) .

[ مسلم ]
أحياناً العصر بمجمله له عبادة ، إن أراد الطرف الآخر إفقار المسلمين فالعبادة الأولى استصلاح الأراضي ، وإنشاء السدود ، واستخراج الثروات ، وتطوير الصناعات من أجل أن نأتي بمال نحل به مشكلات المسلمين ، هذه العبادة الأولى ، وإذا أراد الطرف الآخر إضلالنا فتوضيح معالم الدين ، وترسيخ القيم الأخلاقية ، ورد الشبهات ، وتأليف الكتب والأبحاث هذه عبادة أيضاً ، وإذا أراد الطرف الآخر إفسادنا فتأسيس المناشط الإسلامية ، وصيانة أولادنا وشبابنا من الفساد الأخلاقي ، هذه عبادة أيضاً ، وحينما يريد الطرف الآخر إذلالنا يجب أن نضحي بالغالي والرخيص ، والنفس والنفيس .

هذه عبادة تسمى عبادة العصر ، كل عصر له سمة .



بين المبادئ والأشخاص والأشياء :



مثلاً : هناك عصر المبادئ ، البشرية تمر بعصور ثلاثة :

عصر المبادئ ، أنا أوضح هذا العصر بهذه القصة ؛ مَلِك من ملوك الغساسنة أتى إلى المدينة مسلماً في عهد عمر ، سيدنا عمر رحب به ، وفرح بإسلامه ، في أثناء طوافه حول الكعبة داس بدويٌّ من فزارة طرف ردائه ، فانخلع رداؤه عن كتفه ، فالتفت إلى هذا الأعرابي من فزارة ، و ضربه ضربة هشمت أنفه ، هذا الأعرابي ليس له إلا عمر يشتكي إليه ، وذهب إليه ، واشتكاه ، سيدنا عمر جاء بهذا الملك جبلة ، وقف أمامه نداً لند ، وقال له ، وقد دار حوار بينهما شاعر معاصر صاغه شعراً :

أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟

قال جبلة :

لست ممن ينكر شياً

يعني شيئاً مراعاة للوزن .

أنا أدبت الفتى ، أدركت حقي بيديا

قال عمر :

أرضِ الفتى ، لابد من إرضائه

مازال ظفرك عالقاً بدمائه

أو يهشمن الآن أنفك

يخاطب ملِكًا .

و تنال ما فعلته كفك

قال :

كيف ذلك يا أمير ؟

هو سوقة ، وأنا عرش وتاج ؟

كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟

قال عمر :

نزوات الجاهلية ، ورياح العنجهية قد دفناها

أقمنا فوقها صرحاً جديداً

وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً

قال جبلة :

كان وهماً ما جرى خلدي أنني عندك أقوى و أعز

أنا مرتد إذا أكرهتني

قال عمر :

عالم نبنيه ، كل صدع فيه يداوى

وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى

هذا عصر مبادئ ، هذا أرقى عصر ، المبادئ فوق كل شيء ، المبادئ فوق الجميع ، هذا هو العصر الذهبي الإسلامي ، << لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عنها >> .

هناك عصر مبادئ وهناك عصر أشخاص وهناك عصر أشياء ، من أرقى العصور عصر المبادئ ، ومن أسوئها عصر الأشياء ، الإنسان سلعة ، يسمع الإنسان في اليوم أربعمئة إلى خمس إنسان مئة ماتوا ، ويكون هذا خبرا طبيعيا جداً .

أيها الإخوة ، هناك عبادة شعائرية ، كالصوم والصلاة والحج والزكاة ، هناك عبادة تعاملية كالصدق والأمانة والعفة ، هناك عبادة الهوية ، الغني له عبادة ، والقوي له عبادة ، والعالم له عبادة ، والمرأة لها عبادة ، وهناك عبادة الظرف ، هناك عبادة الوقت ، هناك عبادة العصر ، وهناك عصر المبادئ وعصر الأشخاص وعصر الأشياء .



3 ـ الدعاء باسم ( الإله ) :



الآن الدعاء بهذا الاسم .



دعاء سيدنا يونس وهو بطن الحوت :



أيها الإخوة الكرام ، نبي كريم وجد نفسه فجأة في بطن حوت ، والإنسان يمكن أن يقف في فم الحوت ، ووجبة الحوت المعتدلة أربعة أطنان ، الإنسان لقمة واحدة ، الوجبة المعتدلة بين وجبتين أربعة أطنان ، و وزنه خمسون كيلوا ، الإنسان لقمة واحدة ، وهو في بطن الحوت :





? فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ ?

( سورة الأنبياء )


بماذا دعا ؟





? أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ?

( سورة الأنبياء )
أول الآية :



] وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) [

( سورة الأنبياء )
أيها الإخوة الكرام ، والله الذي لا إله إلا هو ، هذه الآية وحدها لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفت ، قلبها الله تعالى إلى قانون ، قال تعالى :





] وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [

( سورة الأنبياء )
في أي عصر ، في أي مصر ، في أي زمان ، في أي مكان ، في أي ظرف :



] وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [

( سورة الأنبياء )
الله عز وجل أعطاك حالة نادرة ، بل مستحيلة لإنسان يجد نفسه فجأة في بطن حوت في ظلمة الليل ، وفي ظلمة البحر ، وفي ظلمة بطن الحوت ، وينادي ربه في هذا المكان :





] فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [

( سورة الأنبياء )
الآن أصغوا معي إلى الحديث الشريف :

(( دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ )) .

[ أحمد عن سعد ]
تعلموا هذا الدعاء :

(( دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ لَهُ )) .

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ يَقُولُ :

(( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )) .

[ متفق عليه ]

وما أكثر الكربات التي أصابت المسلمين .



الله قويٌّ جبّار حليم لطيف :



أحياناً يتسلم وزارةً إنسان جديد ، الموظفون يسألون : كيف هو ، أخلاقي نظيف ؟ مادام الأمر بيد واحد يهمنا أخلاق الواحد ، دقق في هذا الكلام :

(( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )) .

معنى ذلك أن الأمر بيد الله وحده والله عز وجل صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى ، الله عز وجل كامل كمالا مطلقا ، لذلك لا يجتمع حزن مع إيمان بالله ، الأمر بيده وحده .

أحياناً تجد إنسانا صالحا جداً ، لكن ليس بيده شيء ، تقول : مسكين ما بيده شيء ، وتجد إنسانا لئيما جداً ، لكن بيده كل شيء ، معه سلطة قوية ، دائماً هناك مفارقة ، إما أن ترى إنسانا قويا غير أخلاقي ، أو أخلاقيا ضعيفا ، كلاهما لا يرضيك ، لأنك بحاجة إلى إنسان بقدرِ ما هو قوي منضبط هو أخلاقي رحيم ، هذا شخصية فذة ونادرة الآن ، إما أن ترى إنسانا صالحا ضعيفا ، أو إنسانا قويا غير صالح ، لكن أن ترى إنسانا بقدر ما هو صالح ، بقدر ما هو قوي ، فهذه نعمة من نعم الله العظمى .

لذلك ولله المثل الأعلى ، الله عز وجل بيده كل شيء ، هو القوي ، هو المتصرف ، هو المعطي ، هو المانع ، هو المعز ، هو المذل ، هو العدل ، في الوقت نفسه هو رحيم ، هو اللطيف ، هو الكريم ، لذلك حينما تقول :



] تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) [

( سورة الأنبياء )
بقدر ما تعظمه تحبه .

في حياتنا أشخاص كثر قد تحترمهم ولا تحبهم ، أو إنسان بسيط طيب جداً ، لكنه لا يفهم شيئًا ، ترى شخصيات لا تعجبك ، مَن الذي يلفت نظرك في مجتمع البشر ؟ إنسان متفوق جداً في اختصاصه ، وأخلاقي جداً .

أنا أقرب الأمور ، هذا معنى قول الله عز وجل :



] كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) [

( سورة الأنبياء )


بقدر ما هو عظيم قوي بقدر ما هو رحيم ، فلذلك :



] وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) [

( سورة الأعراف)



معنى الدعاء بأسماء الله الحسنى :



الدعاء بأسماء الله الحسنى أمر إلهي ، وقد ذكرت كثيراً أن الدعاء بالأسماء الحسنى له معنيان :

أن تتخلق بخلق مشتق من كمال الله ، فتتقرب به إلى الله ، فإذا كان الله رحيماً كن رحيماً ، تقبل عليه ، أو أن تذكر أسماءه الحسنى حتى تسأله .





والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
صبر جميل

صبر جميل


عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
العمر : 42
الموقع : منتدى انور ابو البصل الاسلامي

من أسماء الله الحسنى   الإله     Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله الحسنى الإله    من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالسبت أغسطس 11, 2012 2:24 am


جزاكم الله ألف خير على جهودكم الطيبة

و وفقكم لما يحبة و يرضاه

عافاكم المولى و رعاكم

على جهودكم الطيبة
دمتم ودام عطاؤكم

اخوكم انور ابو البصل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anwarbasal.alamuntada.com/
 
من أسماء الله الحسنى الإله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أسماء الله الحسنى الرب
» من أسماء الله الحسنى القاهر
» من أسماء الله الحسنى المولى
» من أسماء الله الحسنى الأعلى
» من أسماء الله الحسنى النصير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: المنتديات الاسلاميه :: أسْماءُ الله الحُسْنىَ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
من أسماء الله الحسنى   الإله     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد