منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 تهـــــويد المجتمـــــع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

تهـــــويد المجتمـــــع  Empty
مُساهمةموضوع: تهـــــويد المجتمـــــع    تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالثلاثاء أغسطس 07, 2012 11:31 pm

تهـــــويد
المجتمـــــع

Judaization of Society

«تهويد
المجتمع» عبارة استخدمها ماركس في كتابه المسألة اليهودية، وهي
تفترض
وجود جـوهر يهودي ثابت، له ملامـح مـعينة، يتم تعميمه على المجتمع،
الأمر
الذي
يتناقض مع فكر ماركس، ولذا فالأمر يتطلب قدراً من التعمق. وقد يكون من
المفيد
ألا
نبدأ بالجوهر اليهودي وإنما بالإنسان الوظيفي، عضو الجماعة الوظيفية، الذي
يدخل
في
علاقة تعاقدية نفعية باردة مع مجتمع الأغلبية، ولا يكترث بقيم المجتـمع
ويعيـش
على
هامشـه أو في مسامه. هذا النمط الإنساني كان مُهمَّشاً، شأنه في هذا
شأن
الجماعة
الوظيفية. ولكن مع تحوُّل المجتمعات الغربية (ثم بقية المجتمعات في
العالم
) من
الزراعة إلى الصناعة تم إشاعة نموذج الإنسان الوظيفي. وقد وصف كارل ماركس
هذه
العملية
بدقة بالغة في البيان الشيوعي في إطار حديثه عن دور البورجوازية الثوري
في
التاريخ،
تلك البورجوازية التي سحقت تحت أقدامها جميع العلاقات الإقطاعية
والبطريركية
والعاطفية، ولم تُبق أية صلة بين الإنسان والإنسان إلا صلة المصلحة
الجافة
والدفع الجاف نقداً وعداً. وأغرقت الحمية الدينية وحماسة الفرسان
ورقة
البورجوازية
الصغيرة في مياه الحساب الجليدية
المشبعة
بالأنانية، وجعلت الكرامة
الشخصية
مجرد قيمة تبادل لا أقل ولا أكثر، وقضت على الحريات الجمة،
المُكتسَبة
والممنوحة،
وأحلَّت محلها حرية التجارة وحدها، هذه الحرية القاسية التي لا
تُشفق
ولا
تعرف الشفقة أو الرحمة. فالمجتمع البورجوازي مجتمع تعاقدي تحل فيه قيمة
التبادل
محل
القيم الإنسانية كافة، ويُعرِّف البشر في ضوء نفعهم وتسود فيه النظم
المعرفية
والاقتصادية
والأنانية التعاقدية. وقد أشار ماركس إلى التجربة الرأسمـالية
(البروتسـتانتية)
الكـبرى في أمريكا الشـمالية بقوله: "إن مامون (إله المال) هو
الوثن
الذي يعبدونه هناك بجميع قوى أجسادهم وأرواحهم. فالأرض في نظرهم ليست
سوى
بورصة
وهم موقنون بأنهم لا مصير لهم في الحياة الدنيا سوى أن يصبحوا أغنى
من
جيرانهم.
لقد استولت المتاجرة على جميع أفكارهم وليس لديهم تسلية أخرى سوى
تبديل
أمتعتهم"،
وهم "لا يتحدثون إلا عن المنفعة والربح" و"النبوءة الدينية أصبحت
سلعة
تجارية".

ورغم
أن اليهود لم يكونوا وحدهم الضالعين في هذه العملية (كما
يعرف
ماركس تماماً) إلا أنه وصفها بأنها عملية «تهويد». وحتى نفهم هذا
التعميم
الماركسي
الكاسح، يجب أن نشير إلى أن ماركس كان يرى أن روح الرأسمالية مُستمدة
من
اليهودية
(لا البروتستانتية كما قال فيبر). ولعله كان يعني أن النموذج
المعرفي
الذري
المتفتت الأناني الذي يُشكِّل جوهر الرأسمالية - في نظره - يوجد في
اليهودية
بشكل
أكثر تبلوراً منه في المسيحية ("جوهر اليهودية هو المتاجرة وأساسها
المنفعة
العملية
والأنانية" - "تحتوي اليهودية على عنصر عام ومناهض للمجتمع"). وسيادة
النمط
المعرفي
الكامن في اليهودية يعني في واقع الأمر الانتصار الكامل للرأسمالية
. واليهودي،
بالنسبة إلى ماركس، هو سيِّد السوق المالية، وبواسطته أصبح المال
(إله
إسرائيل
الطماع) قوة عالمية، وأصبحت الروح العملية اليهودية هي الروح
العملية
للشعوب
المسيحية
.

ويمكن
القول بأن ماركس كان لا يفرِّق بين كلمة «يهودي
» و«تاجر»،
ومن ثم نجده يقرن بشكل ضمني بين "اليهودي" من جهة و"التاجر
" و"البروتستانتي"
من جهة أخرى وبين "اليهودية" من جهة و"المتاجرة" و"المنفعة
العملية"
و"الأنانية" من جهة أخرى. فهو يقول: "التبادل التجاري هو الإله
الحقيقي
لليهود
وأمامه لا ينبغي أن يعيش أي إله آخر" - "المال هو إله إسرائيل الطماع
ولا
إله
سواه" - "لقد أصبح المسيحيون يهوداً" أي بورجوازيين. وتاريخ التحوُّل
التدريجي
للمجتمـعات
الغربية وهـيمنة العـلاقات البورجوازية التعاقدية هو في واقع الأمر
تاريخ
التهويد التدريجي لأوربا، وهو أيضاً تاريخ علمنة إله إسرائيل وتحويله إلى
إله
العالم،
فالبنكنوت (الرب العملي لإسرائيل) أصبح رب العالم الغربي الرأسمالي.
وهذا
الترابط
العضوي بين اليهودية والبورجوازية هو الذي أدَّى إلى ظهور قومية
اليهود
الوهمية
وقومية التاجر وقومية رجل المال (وربما كانت هذه الملاحظات هي أساس
مفهوم
أبراهام
ليون عن الطبقة/الأمة). ومن ثم "لن يُحرِّر المجتمع نفسه إلا بتحرُّره
من
المتاجرة
والمال، وبالتالي من اليهودية الواقعية"، وحين "ينجح المجتمع في
إلغاء
الجوهر
العملي لليهودية، [أي] المتاجرة وشروطها، عندئذ يصبح وجود اليهودي
مستحيلاً".

لقد
حوَّل ماركس الكينونة اليهودية إلى وظيفة، ومن ثم يمكننا
الحديث
عن "التاجر" و"اليهودي" باعتباره «الإنسان الوظيفي». والسمات الأساسية
لهذا
التاجر/اليهودي/الوظيفي
هي أنه إنسان مجرد، يوجد خارج إطار العلاقات الأولية
المُتعيِّنة،
ويدخل في علاقة تعاقدية محايدة وباردة مع أعضاء المجتمع، وتم
تعريفه
في
إطار وظيفته أو دوره الوظيفي لا في إطار إنسانيته المُتعيِّنة، أي أنه إنسان
ذو
بُعد
واحد، مُتشيِّئ، مُتسلِّع، لا قداسة له، يدور في إطار المرجعية
النهائية
المادية
وفي إطار نموذج الطبيعة/المادة (وهذه هي السمات الأساسية لعضو
الجماعة
الوظيفية).
ومن ثم، فإن تهويد المجتمع يعني في واقع الأمر تحويل كل أعضاء
المجتمع
إلى
مادة بشرية تُوظَّف وتحوسل، وتعني سيادة النظم المعرفية
والاقتصادية
البورجوازية
إحلال المجتمع التعاقـدي الذري المُفتَّت المبني على الأنانية
(جيسيلشـافت)
محل المجتمع العضوي المترابط التقليدي (جماينشافت
).

وقد
قام
ماركس
بعملية التعميم الكاسحة هذه وهو واع لها تمام الوعي، ولذا فهو كان يتحدث
عن
«تهويد
المجتمع» باعتباره مجازاً كاشفاً، وليس باعتباره حقيقة إمبريقية. فماركس
لم
يكن
يُفكر في اليهودي وإنما في الإنسان الوظيفي، أي الإنسان الذي يتوحَّد تماماً
مع
وظيفته
ويفقد إنسانيته وينظر للآخرين باعتبارهم وظيفة (مصدر ربح - مصدر
متعة
) فيفقدهم
إنسانيتهم المركبة
.

وماركس
لا يختلف كثيراً عن كثير من المفكرين
الاشتراكيين
أو علماء الاجتماع الغربي. فألفونس توسينيل يُحذِّر قُراءه من أنه
يستخدم
كلمة «يهودي» لا بمعناها الشائع وإنما بمعنى «مصرفي» أو «مراب» أو
«تاجر
». ومن
قبله تحدَّث شكسبير عن تاجر البندقية وهو يعني في واقع الأمر "يهودي
البندقية
". ويتحدثون
في أدبيات علم الاجتماع الغربي عن الصينيين باعتبارهم "يهود جنوب
شرق
آسيا"
واللبنانيين باعتبارهم "يهود أفريقيا"، وهكذا. كما يشيرون إلى "المهن
والحرف
اليهودية"،
أي المهن والحرف التي عادةً ما يقوم بها أعضاء الجماعات اليهودية.
وكل
هذه
الاستخدامات تبيِّن أن المعنيَّ هو «الإنسان الوظيفي» وليس «اليهودي»،
ولكن
يُطلَق
عليه «اليهودي» من باب إطلاق الجزء على الكل
.

ولتوضيح
وجهة نظرنا
يمكن
أن نضرب مثلاً عكسياً، أي حين يُطلَق على اليهودي اسماً غير اسمه، فيُلاحَظ
أن
كثيراً
من المهاجرين العرب واليهـود إلى أمريكـا اللاتينية يضطلعون بدور
الجماعة
الوظيفية،
ولكن بدلاً من أن يُطلَق على العربي عضو الجماعة الوظيفية كلمة
«يهودي
» يحدث
العكس إذ يُطلَق على كل من اليهود والعرب - كجماعة وظيفية - لفظة «لوس
توركوس
los turquos»
الإسبانية،
أي «الأتراك». ويُسمَّى تجار بعض دول شرق أوربا (بغض النظر
عن
انتمائهم الإثني الفعلي) «اليونانيون» أو «الأرمن». ونحن هنا أمام أربعة دوال
أو
أسماء
مختلفة (يهودي - تركي - يوناني - أرمني) تشير إلى مدلول أو مُسمَّى واحد
وهو
عضو
الجماعة الوظيفية المالية أو «الإنسان الوظيفي». ولذا، قد يكون من الواجب
أن
نضع
في اعتبارنا أننا حينما نتحدث عن «الوظائف اليهودية» فإننا في واقع الأمر
نتحدث
عن
وظيفة قد يقوم بها اليهودي في مكان وزمان ما، ولكن قد يقوم بها شخص آخر في
مكان
وزمان
آخر. فالوظيفة (وسماتها) يجب أن تكون المقولة التحليلية لا الجوهر اليهودي
أو
الشخصية
اليهودية. وفي هذه الحالة، فإننا سندرك الواقع بطريقة أكثر تركيبية
وحركية،
إذ
أننا لن نبحث طوال الوقت عن اليهودي الجوهري أو اليهودي الخالص (ذي
الأنف
المعقوف
والظهر المحدودب الذي يرتبط بوظائف طفيلية أو مشينة، حامل الأفكار
العلمانية
الشاملة الذي يفكك نسيج المجتمع لأنه لا ولاء له، يقضي سحابة ليله
في
قراءة
البروتوكولات ويقضي نهاره في تنفيذ خططه الشيطانية التي تعلمها في الليل)
فمن
الأجدى
لنا أن نبحث عن «اليهودي الوظيفي» أو بالأحرى «الإنسان الوظيفي» الذي
يضطلع
بالدور
الوظيفي ويتسم بصفات عضو الجماعة الوظيفية فيدخل في علاقة تعاقدية باردة
مع
المجتمع
ويُعرَّف في إطار دوره ووظيفته ويُعرِّف هو المجتمع في إطار المنفعة.
وهذا
الإنسان
قد يكون يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو شخصاً لا ملة له
ولا
دين.

وفي
تَصوُّرنا أن النظام العالمي الجديد سيقوم بتحويل قطاعات عديدة في
المجتمعات
الإنسانية (نخب ثقافية وسياسية محلية - قيادات ثورية سابقة -
قطاعات
اقتصادية)
إلى جماعات وظيفية تعمل لصالحه، وذلك في محاولته تفكيك مجتمعاتنا بعد
أن
فشل
في عملية المواجهة وبعد تزايد نفقات المواجهة العسكرية. وهذه النخب تقيم
بيننا
وتتحدث
لغتنا وترتدي زينا وتقيم الصلاة معنا في مواقيتها، وبعضهم مستمر في
استخدام
الخطاب
الثوري أو الخطاب الديني، حتى بعد أن تحولوا إلى جماعة وظيفية تعمل
لصالح
الاسـتعمار
الغـربي، أي حتى بعـد أن تم تهـويدهم (بالمعــنى الماركسي). ومما
يَجدُر
ذكره
أن بعض هذه العناصر التي تمت حوسلتها لصالح الاستعمار الغربي ستضطلع
بالدور
الوظيفي
(اليهودي) المُوكَل لها، أحياناً عن وعي وأحياناً أخرى بدون وعي. ولذا،
فإن
البحث
عن اليهودي الجوهري هو بحث عنصري لا طائل من ورائه،ولا يؤدي إلا إلى
عدم
إدراك
عملية التفكيك التي يضطلع بها اليهود الوظيفيون أو بالأحرى البشر
الوظيفيون
من
أبناء العرب والإســلام.ولهـذا، فإن الأجدى هو أن نبحث عن الإنسان
الوظيفي
.

وقد
ساهم وضع الجماعات اليهودية كجماعات وظيفية في المجتمعات الغربية
في
توليد
الصور الإدراكية النمطية التي تُشكِّل أساس معاداة اليهود في الغرب.
فعداء
كثير
من الناس لليهود واليهودية هو في جوهره عداء للعلمانية الشاملة
(المادية
- الطبيعية
- العدمية) ولوظيفيتها التي تحـوِّل العالم (الإنسـان والطبيعة) إلى
مادة
اسـتعمالية
ولا تكـترث بقيم أو مطلقات، ولا تعرف سوى قانون مادي واحد، يدور
حول
ثنائية
بسيطة: العرض والطلب، والربح والخسارة، والقوة والضعف، والذكاء
والغباء،
والبقاء
والهلاك. ولا تعرف غايات سوى مراكمة الثروة وتحقيق المتعة واللذة،
دون
تساؤل
عن أي مضمون أخلاقي أو أي معنى كلي أو نهائي، أي أنه عداء للإنسان
الوظيفي
الذي
يدخل في علاقة نفعية تعاقدية مع المجتمع ولا يعرف التراحم ولا يعرف سوى
وظيفته
ولا
يحترم حرمات أو محرمات، والذي يؤدي وجوده في أي مجتمع إلى تفتُّت
النسيج
المجتمعي
وتآكُل القيم
.

كان
ماركس - كما أسلفنا - يُسمِّي الإنسان الوظيفي
«اليهودي»،
ويُسمِّي عملية الانتقال من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي
الرأسمالي
عملية
«تهويد».
ولكن ماركس كان يفعل ذلك مدركاً الطبيعة المجازية
لاستخدامه،
فهو كان يعرف الطبيعة الاجتماعية العامة لهذه العملية الانقلابية.
ولكن
الوجدان
الشعبي غير قادر على إدراك ترابط الظواهر الاجتماعية، ولذا فهو يُركِّز
على
العناصر
المباشرة الواضحة. وأكثر العناصر وظيفية ورواد الوظيفية هم أعضاء
الجماعة
اليهودية
(فهو عنصر تعاقدي - نفعي - غريب معتزل.. إلخ). ولذا فهم الجوهر
الثابت
والعنصر
الواضح والسبب المباشر لعملية التحوُّل المؤلمة. وكان كثيراً من
أعضاء
الجماعات
اليهودية يضطلعون بدور الجماعة الوظيفية، ولكن لم يكونوا هم وحدهم
الذين
يضطلعون
بهذا الدور. ومع هذا ارتبط الإنسان اليهودي بالإنسان الوظيفي في
الوجدان
الشعبي
الغربي، بل وتم التوحيد بينهما بحيث أصبح الإنسان اليهودي هو
الإنسان
الوظيفي
بامتياز. ومن خلال عملية التعميم والاختزال، تم استبعاد كل أعضاء
الجماعات
الوظيفية
غير اليهودية وتم إدراك كل اليهود باعتبارهم جماعة وظيفية بحيث أصبح
كل
يهودي
إنساناً وظيفياً وأصبح كل إنسان وظيفي يهودي، إلى أن أصبح الإنسان
اليهودي
وحده،
دون غيره من البشر، الإنسان الوظيفي
.

ولذا
بدلاً من إدراك ظواهر مثل
تآكُل
القيم وتزايُد الاغتراب وسيادة العلاقات التعاقدية وانتشار
الإباحية
باعتبارها
نتاج عملية اجتماعية انقلابية كبرى. وبدلاً من إدراك أن الإنسان
الوظيفي
هو
ذاته الإنسان العلماني (الشامل) والإنسان الطبيعي/المادي الذي لا انتماء ديني
أو
إثني
له وأن هذا الإنسان ليس ثمرة مؤامرة يهودية وإنما نتيجة عمليات اجتماعية
لا
يتحكم
فيها اليهود، فهم جزء صغير من كل أكبر، بدلاً من كل هذا تم التركيز
على
اليهودي
وحده دون بقية أعضاء المجتمع باعتباره مسئولاً عما يحدث من تفتُّت
مجتمعي
وإباحية
وانتقال من التراحم إلى التعاقد. وأصبح اليهودي هو وحده المسئول عن
كل
الشرور
من انحلال وتفسخ وتشيئ وتآكُل مؤسسات الأسرة وغيرها من المؤسسات
الوسيطة
التي
تحمي الفرد، وزاد الحديث عن «الجوهر اليهودي» و«الخطر اليهودي»
و«الثورة
اليهودية»
وغيرها
.

والنموذج
التفسـيري المركب الذي نطرحه يدور حول ما نسميه
«الإنسـان
الوظيفي» الذي يمكن أن يكون يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً،
أو
بدون
ذمة ولا دين، مادام يدخل في علاقة تعاقدية نفعية باردة مع المجتمع ويُعرَّف
في
إطار
دوره ووظيفته ويضطلع بالوظائف التي يُفترَض أن اليهودي يضطلع بها. ولذا
قد
يكون
من الأدق والأشمل تحليلياً أن نتحدث عن وظيفة ما، قد يقوم بها اليهـودي
(في
مكان
ما)، وقد يقـوم بها شـخص آخـر (في مكان آخر). فالوظيفة، لا الجوهر اليهودي،
هي
التي
يجب أن تكون المقولة التحليلية
.

وقد
استخدمت سوزان هاندلمان تعبير
«يهودي»
بنفس طريقة ماركس ولكن في سياق جديد. فهي تذهب إلى أن المثقف اليهودي
بسبب
وضعه
داخل الحضارة الغربية (طرد وتشتيت ونفي) أصبح عنصراً من عناصر
الاستنارة
المظلمة
والتفكيك. فوجَّه كل طاقته، في بداية الأمر، نحو تفكيك وتقويض
الشريعة
اليهودية
ثم توجَّه إلى ثوابت الحضارة الغربية نفسها يحاول تقويضها وتفكيكها
.

ولكن
المثقف اليهودي الذي يقوم بالتفكيك يدَّعي أنه يقوم بالتفسير وحسب،
ولكنه
في واقع الأمر يقوم بما سمته سوزان هاندلمان «الهرمنيوطيقا المهرطقة»،
ذات
الطابع
التفكيكي العدمي
.
وتضيف
سوزان هاندلمان أن أي مثقف يقوم بعملية
تفسير
تهدف إلى تقويض وتفكيك كتب حضارته المقدَّسة، وفي نهاية الأمر كل
مقدَّساتها
وثوابتها،
هو يهودي بالمعنى الوظيفي
.

العرْق
اليهودي

Jewish Race
«العرْق»
هو جملة السمات البيولوجية (مثل حجم الجمجمة ولون الجلد أو العيون
أو
الشعر...
إلخ) التي يُفترَض وجودها في جماعة بشرية وتَميُّزها بشكل حتمي
(بيولوجي
) عن
غيرها من الجماعات. وكلمة «عرْق» ترادف أحياناً كلمة «سلالة» أو «جنس» أو
«دم
». وهناك
تقسيمات عدّة للسلالات أو الأعراق أو الأجناس البشرية المختلفة أو
الدماء
التي
تجري في عروقها
.

وهناك
اتجاه صهيوني يؤمن بأن ثمة عرْقاً يهودياً
مستقلاً،
وأن أساس الهوية اليهودية والشخصية اليهودية هو الانتماء العرْقي.
ولعل
المفكر
الصهيوني موسى هس (1812 ـ 1875) مؤسِّس الفكرة الصهيونية (في
ديباجتها
الاشتراكية)
هو أول من طرح تعريفاً لليهود على أساس بيولوجي أو عنصري حين ذكر
أن
العرْق
اليهودي من الأعراق الرئيسة في الجنس البشري، وأن هذا العرْق حافظ على
وحدته
رغم
التأثيرات المناخية فيه، فحافظت اليهودية على نقاوتها عبر العصور. وقد تنبأ
هذا
المفكر
الصهيوني بأن الصراع بين الأجناس سيكون أهم الصراعات، وأسهم في
المحاولة
الرامية
إلى التمييز بين العنصرين الآري والسامي، وهو التمييز الذي قُدِّر له
أن
يكون
بعد عدة سنوات أحد المفاهيم الأساسية التي تبناها مُنظِّرو الفكر
العنصري
الأوربي.
وقد داعبت هرتزل فكرة الهوية العرْقية، فترة من الزمن على الأقل
فاستخدم
عبارات
مثل «الجنس اليهودي» أو «النهوض بالجنس اليهودي»، كما أنه كان يفكر في
تمييز
اليهود
عن غيرهم على أساس بيولوجي. وعندما قام هرتزل بأول زيارة له إلى معبد
يهودي
في
باريس، كان أكثر ما أثار دهشـته التشـابـه العرْقي الذي تصوَّر وجوده بين
يهود
فيينا
ويهود باريس: « الأنوف المعقوفة المُشوَّهـة، والعيون الماكرة التي
تسترق
النظـر
». كما يقول ماكس نوردو الذي يُعَدُّ واحداً من أهم مفكري العنصرية
الغربية
(حتى
قبل تَحوُّله إلى الصهيونية)، في لغة لا تقبل الشك وتخلو تماماً من الإبهام،
« إن
اليهودية ليست مسألة دين وإنما هي مسألة عرْق وحسب
».

ولا
يخرج مارتن
بوبر
في تعريفه لليهودي عن هذا الإطار، رغم استخدامه مصطلحه الحلولي الكموني
العضوي
لنقل
فكرته، فقد تحدَّث عن: « أزلية الأجيال كجماعة يربطها الدم. فالدم
قوة
مُتجذِّرة
في الفرد تغذيه، والدم هو الذي يحدد المستويات العميقة لوجودنا،
ويصبغ
صميم
وجودنا وإرادتنا بلونه. والعالم من حوله إن هو إلا آثار وانطباعات، بينما
الدم
هو
عالم الجوهر ». ونظراً لأن الدم الذي يجري في عروق اليهود يربطهم بالتربة،
فقد
كان
بوبر يشير إلى اليهود باعتبارهم آسيويين « لأنهم إذا كانوا قد طُردوا
من
فلسطين،
فإن فلسطين لم تُطْرَد منهم
».

ويبدو
أن مسألة الدم هذه لم تكن
شائعة
في صفوف الفلاسفة والصهاينة المتأثرين بالتراث الألماني وحسب، بل كانت
شائعة
في
صفوف الصهاينة الأنجلو ساكسون أيضاً. فقد ادَّعى الزعيم الصهيوني
نورمان
بنتويتش،
في حديث أدلى به في عام 1909، أن اليهودي لا يمكن أن يكـون مواطناً
إنجليـزياً
كاملاً مثل هـؤلاء الإنجليز الذين وُلـدوا « لأبوين إنجليزيين
وانحدروا
من
أسلاف خلطوا دماءهم بالإنجليز لأجيال كثيرة ». وعرَّف الأمريكي لويس
برانديز
اليهودية،
في خطاب ألقاه في عام 1915، بأنها « مسألة تتعلق بالدم ». وذكر أن
هذه
الحقيقة
لقيت قبولاً من جانب غير اليهود الذين يضطهدون اليهود، ومن جانب
اليهود
الذين
يُحسِّون بالفخر «عندما يُبدي إخوانهم من ذوي الدم اليهودي تفوقاً
أخلاقياً
أو
ثقافياً أو عبقرية أو موهبة خاصة، حتى إذا كان هؤلاء النابهون قد تخلوا
عن
الإيمان
بالدين، مثل إسبينوزا أو ماركس أو دزرائيلي أو هايني
».

ويبدو
أن
الصهاينة
حاولوا، على طريقة المفكرين العنصريين في الغرب، أن يُثبتوا أنهم
عرْق
مستقل
بطريقة « علمية » وليس فقط على طريقة بوبر الفلسفية. ولذا، فإننا نجد
في
صفوفهم
كثيراً من «العلماء » المهتمين بهذه القضية. وقد أشار عالم
الاجتماع
الصهيوني
آرثر روبين إلى "الكتابات المتعلقة بقضية الجنس اليهودي" وأورد في
كتابه
اليهود
في الوقت الحاضر أسماء كثير من «المراجع القيمة» في ذلك الموضوع. ومن
بين
الأسماء
التي يذكرها اسم عالم صيهوني هو إغناتز زولتشان (1877 ـ 1948) الذي
وصف
اليهود
بأنهم « أمة من الدم الخالص لا تشوبها أمراض التطرف أو الانحلال
الخلقي
». وقدَّم
روبين نفسه تعريفاً عرْقياً لليهود بيَّن فيه أنهم «استوعبوا عناصر
عرْقية
أجنبية
بدرجة محدودة، ولكنهم في أغلبيتهم يمثلون جنساً متميِّزاً، على عكس ما
هو
سائد
في دول وسط أوربا
».

وكان
اللورد بلفور، الصهيوني غير اليهودي، يفكر
في
اليهود على أساس عرْقي، وربما كان من المهم هنا أن نتذكر أن إحدى
المسودات
الأولى
لوعد بلفور كانت تدعو إلى إقامة « وطن قومي للجنس اليهودي »، وهي جملة
تحمل
في
طياتها تعريفاً بيولوجياً واضحاً للهوية اليهودية
.

ثمة،
إذن، إجماع
صهيوني
على التعريف العرْقي لليهودي. وهو أمر متوقع ومفهوم، فقد كانت
الصهيونية
تبحث
عن الشرعية من أوربا لا من اليهودية، ولذا كان علىها أن تصبح عرْقاً
مستقلاً
لأن
العرْق المستقل وحده هو الذي من حقه أن تكون له دولة مستقلة (حسب
الإطار
المعرفي
السائد في أوربا العلمانية). ولكن من الواضح أن تعريف اليهودي كعضو في
عرْق
مستقل
أمر مغرق في الخيال والوهم، إذ يدحض واقع الأقليات اليهودية بسهولة مثل
هذه
الأساطير.
وكان على الصهاينة بالذات أن يتعاملوا لسوء حظهم مع يهود بيض ويهود
سود
وبضعة
يهود صفر إلى جانب الكثير من الظلال اللونية. وكما أشرنا من قبل، فقد
كان
هرتزل
معجباً بالنظرية العرْقية، ولكنه كان صديقاً لإسرائيل زانجويل (1864 ـ
1926
) الروائي
الإنجليزي والزعيم الصهيوني اليهودي ذي الأنف الطويل والشبيه بأنوف
الزنوج
والشعر
الكث الحالك السواد، وكانت نظرة واحدة إلىه تكفـي، على حدّ قول هرتزل
نفسه،
لدحض
أي تصور عرْقي لليهــود
.

وثمة
سبب آخر لاختفاء التعريف العرْقي لليهود
يرتبط
بالمجال الدلالي لكلمة «عرْق»، إذ أنه بحلول الثلاثينيات كانت الحياة
في
الغرب
قد تحولت عن العنصرية التي فقدت إلى حدٍّ كبير ما كانت تحظى به من
قبول
وتأييد
في الأوساط العلمية. وكما يقول الزعيم الصهيوني ناحوم
سوكولوف:
بعد أن عشنا
عصراً
أصبحت فيه كلمة «عنصر» أو «عرْق» معادلة للقسوة والبربرية، فإن معظم
الناس
ينفرون
من استخدام هذا المصطلح . ويُضاف إلى هذا أن علم الأجناس قد أظهر أن
هذا
المصطلح
لا يمكن أن يُطبَّق حقاً على اليهود، وذلك رغم أنه كان من المعتاد
تماماً
الإشارة
إلى اليهود في عصر ما قبل هتلر على أنهم «جنس»، وكان الكثيرون يعتقدون
أن
يهودية
المرء مسألة تتعلق بمولده وسماته
.

ولذا،
كان لابد من العدول عن
استخدام
كلمة «عرْق». وبـدلاً من ذلك، بدأ تعريف اليهودي على أساس إثني، أي
على
أساس
التراث والثقافة المشتركة، ومن ثم حلت الإثنية محل العرْقية كنقطة
مرجعية
وكأساس
للهوية. لكن التعريف الإثني لا يختلف في جوهره عن التعريف العرْقي،
فكلاهما
يفرز
نظرية في الحقوق (العرْقية أو الإثنية) تعطي صاحب الهوية العرْقية أو
الإثنية
مزايا
معينة وقوة مطلقة تنكرها على غيره من البشر. (انظر الباب المعنون
«ثقافات
أعضاء
الجماعات اليهودية [تعريف وإشكالية
]»).





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
تهـــــويد المجتمـــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: ركن الطوائف والملل :: اليَهود واليَهوديَّة و الصَّهْيونيَّة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
تهـــــويد المجتمـــــع  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد