منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 جيكوب برييـر (1715 – 1780)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Empty
مُساهمةموضوع: جيكوب برييـر (1715 – 1780)    جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالأربعاء أغسطس 08, 2012 12:01 am

جيكوب
برييـر (1715 – 1780)

Jacob Periere
أول
معلم للصم البكم في فرنسا. وُلد في إسبانيا عام 1715 لأب
من
يهود المارانو، وبعد وفاة والده، هربت أمه به إلى مقاطعة بوردو في فرنسا،
وهناك
أعلن
يهوديته. ويُقال إن حب بريير لفتاة بكماء كان وراء محاولاته إيجاد
وسيلة
للاتصال
بالصم البكم
.

أمضى
عشر سنوات في دراسة التشريح والفسيولوجيا وتجريب
طرق
مختلفة للاتصال بالصم البكم (خلقياً) إلى أن تَمكَّن من اختراع طريقة
للاتصال
معهم.
واعتمدت طريقته هذه في تدريب الصم البكم على إصدار أصوات محددة واضحة
وعلى
حركة
الشفاه وليس على الإشارات كما كان مُتبَعاً من قبل، ومن ثم كان أول من
أحرز
بعض
النجاح معهم. ألهمت طريقته هذه كثيراً من المربين المهتمين بتعليم الصم
البكم،
ومن
أهمهم أدوار سجوين. ولم تقتصر جهود بريير على تعليم الصم البكم، بل عمل
الكثير
من
أجل أن ينالوا معاملة تليق بإنسانيتهم
.

وقد
ذاعت شهرة بريير، وتلقى
كثيراً
من الدعوات للتعليم في أنحاء أوربا. وفي عام 1749، قدَّم إلى
الأكاديمية
الملكية
في باريس بحثاً يشرح فيه طريقته في تعليم الصم والبكم. وفي العام الذي
يليه
نال
منحة من الملك لويس الخامس عشر قدرها ثمانمائة جنيه لاختراعه آلة حسابية،
كما
أصبح
عضواً في الجمعية الملكية في لندن عام 1760، ثم عُيِّن مترجماً ملكياً
للغتين
الإسبانية
والبرتغالية عام 1765
.

لعب
بريير دوراً فعالاً تجاه اليهود
السفارد
في باريس، حيث تَطوَّع ليعمل كمستشار غير رسمي لهم منذ عام 1749، إلى
أن
عُيِّن
رسمياً في هذا المنصب عام 1761
.

وقد
تُوفي بريير عام 1780 ودُفن في
مدافن
لافيليت، بعد أن حصل على قرار بذلك، ومن ثم فإنها تُعتبَر من
المدافن
القانونية
الأولى لليهود في فرنسا. وفي عام 1929، أقيم له نصب تذكاري في
البرتغال
.

ولم
يكتب بريير كثيراً، إلا أن فكره كما نقله سجوين نال اهتمام
التربويين
في
القرن العشرين، وأهم مؤلفاته هو ملاحظات عن الصم البكم
.

ولا
يمكن تفسير
اهتمام
بريير بالصم والبكم والاتصال بهم على أساس يهوديته. ومع هذا، يمكن
الإشارة
إلى
أن الجماعات الوظيفية لها دائماً لغتها الخاصة، بل وأحياناً لغتها السرية،
وهو
أمر
ينطبق على المارانو ولا شك. واللغة السرية هي لغة خاصة، لا تُفهَم إلا من
خلال
شفرة
خاصة، ولعل من نشأ يتحدث لغة سرية تتولَّد داخله مقدرة غير عادية في تطوير
مثل
هذه
اللغات
.

يعقوب
صنوع (1839-1912
(
Yaqub Sanu
كاتب
عربي مصري
يهودي
وأحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة. كان يعقوب الابن
الوحيد
لوالديه
اللذين فقدا أربعة أولاد بعد ولادتهم، وحينما حملت به أمه نصحتها
إحدى
صديقاتها
المسلمات (كما هو الحال في البيئة المصرية الصميمة في ذلك الوقت) أن
تطلب
بركة
إمام مسجد الشعراني الذي كان يكتب التمائم والتعاويذ والأحجبة. ويَذكُر
يعقوب
صنوع
أن الشيخ قال للأم: «إن ربنا سيبارك ثمرة أحشائك وستُرزَقين بولد» ثم
أكمل
نبوءته:
« وإن نذرتيه للدفاع عن الإسلام فلسوف يعيش، اكسيه من حسنات المؤمنين
ليكون
متواضعاً،
ولسوف يجد ما يريد بفضل بركة خالقه ». وأطاعت المرأة ما أمرها به
الشيخ،
وأقرها
زوجها على أن يَهَب ابنه للإسلام والمسلمين، غير أنه اعترض في أول الأمر
على
فكرة
كساء الطفل المرتقب من حسنات المحسنين، واعتبر في ذلك مهانة لا تليق به،
وهو
يتمتع
بالحظوة لدى البلاط ويستشيره الأمراء في مسائلهم الخاصة (أي أن
المكانة
الاجتماعية
داخل المجتمع المصري عنده كانت أكثر أهمية من الانتماء الديني). غير
أن
الزوجة
أصرت على أن تلبي نصيحة شيخ الضريح بحذافيرها لتضمن سلامة وليدها حين
يرى
النور!
(اعتمدنا في هذا المدخل بالدرجة الأولى على السيرة التي كتبها
الدكتور
إبراهيم
عبده ليعقوب صنوع وعلى مقال للدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى
(.

يذكر أبو
نظارة أنه حين كبر حفظ القرآن وعاهد والدته على أن يُوفِّي نذرها وأن
يُجنِّد
نفسه
لخدمة الإسلام والمسلمين وأنه جعل رسالته « مكافحة الأباطيل التي تُفرِّق
بين
المسلمين
والمسيحيين، بإظهار سماحة القرآن وحكمة الإنجيل، وهكذا تتسنى لي
الملاءمة
بين
قلوب الفريقين ». ويقول كاتب سيرة يعقوب صنوع الدكتور إبراهيم عبده « إنه
لم
يشر
قط في تاريخه إلى أنه وُلد لأبوين يهوديين». فإذا أضفنا إلى هذا موقف والده
من
الانتماء
الديني، فإن هذا يعني أن أسرة صنوع كانت مندمجة حضارياً تماماً في
المجتمع
المصري
وأن البُعد اليهودي (حتى من الناحية الدينية الشكلية) كان قد شارف
على
الاختفاء.
وحينما بلغ يعقوب صنوع الثانية عشرة من عمره كان يقرأ التوراة
بالعبرية
والإنجيل
بالإنجليزية والقرآن بالعربية. كما كان قد أجاد عدداً من اللغات
منها
: العربية
والعبرية والتركية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية. ثم
أرسل
في
بعثة دراسية إلى إيطاليا في مدينة ليجهورن (على نفقة الحكومة المصرية).
فمكث
ثلاث
سنوات درس أثناءها الاقتصاد السياسي والقانون الدولي والعلوم الطبيعية
والفنون
الجميلة.

ولكن
الأهم من هذا أن الحركة القومية الإيطالية (الهادفة إلى
التحرر
من السيطرة النمساوية وتحقيق الوحدة الإيطالية) كانت آنذاك محتدمة
وظهرت
جمعيات
سرية وطنية مثل الكاربوناري وجمعية إيطاليا الفتاة
.

ويرى
الدكتور
أحمد
عبد الرحيم مصطفى أن يعقوب صنوع قد تَشرَّب كثيراً من هذه الأفكار
القومية،
إبان
إقامته. وعند عودته اشتغل بالتدريس في مدرسة الهندسة، كما قام بتعليم
أبناء
رجال
البلاط. ولكنه لم يقنع بهذه الوظيفة المريحة فشخصيته كانت مبدعة حركية،
ففكر
في
إنشاء مسرح وطني يقدم تمثيليات عربية. وكانت أولى محاولاته المسرحية عام 1869
إذ
مثَّل
مسرحية فودفيل قصيرة تتخللها أشعار مُلحَّنة تلحيناً شعبياً في القصر
أمام
باشوات
وبكوات البلاط الخديوي الذين ضحكوا للتمثيلية من أعماق قلوبهم. وشجعوه
على
عرض
مسرحياته في حديقة الأزبكية. فألَّف فرقة مسرحية من تلاميذه وكان هو
مدير
المسرح
ومؤلف التمثيليات، كما كان يقوم أحياناً بدور الملقن. وكان يُقدِّم
تمثيليات
مُترجَمة
عن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية. وقد أعجب به الخديوي في أول
الأمر
وخلع
عليه لقب «موليير مصر» (ولكنه قام بتعنيفه حينما كتب مسرحية عن
تَعدُّد
الزوجات(.

ولكن
يعقوب صنوع لم يكن يتحرك داخل دائرة البلاط الملكي والمسرح
وحسب،
إذ بدأ يحتك بالدائرة الفكرية التي تَحلَّقت حول جمال الدين الأفغاني،
الذي
شجعه
هو والشيخ محمد عبده على الكتابة في الصحـف، بل وعلى إنشـاء صحـيفة
عـربية
تُكتَب
بالعامية. وحكى لنا يعقوب صنوع كيف وقع اختياره على اسم أبو نظارة. فبعد
أن
قرر
تأسيس مجلة خرج من بيت الأفغاني فأحاط به المكارية (أصحاب الحمير) وكان كل
واحد
منهم
يريد أن يختار يعقوب حماره، ويقول: « ده يا أبو نظارة »، فأعجبه
النداء
واختاره
اسـماً لصحيفته. وقد أعـجب بهذا الاسم كثيرون من أصدقاء يعقوب، حيث
يوحي
بأن
صاحبه رجل يرى من بعيد، وفي ذلك ما يعني أنه رجل ملهم (ذو نظر) لا تفوته
فائتة
. وكانت
الصحيفة ذات تَوجُّه اجتماعي ناقد؛ فنددت بزيادة الضرائب والتدخل
الأجنبي
وهاجمت
الوزراء بأسلوب ساخر ملتو ونكات وفكاهات، وشجعت المصريين على
الشكوى
وبصَّرتهم
بحقوقهم
.

وهنا
لابد أن نتوقف عند علاقة يعقوب صنوع بالماسونية،
إذ
يذكر الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى أن يعقوب صنوع وجمال الدين الأفغاني قد
نشطا
في
التنظيمات الماسونية، وأن هذه التنظيمات لعبت دوراً « في دعم الحركة
الوطنية
المصرية
الوليدة ». وقد بيَّنا في مدخل الماسونية في هذه الموسوعة أنه لا
توجد
ماسونية
واحدة بل عدة ماسونيات. وكانت التنظيمات الماسونية في بلاد أفريقيا
وآسيا
تضم
الأجانب بالدرجة الأولى، حيث كانوا يتمتعون بمزايا وحقوق خاصة وبمساندة
القناصل
الأوربيين.
وقد استخدمت كل دولة أوربية المحفل الماسوني التابع لها كأداة في
صراعها
الاسـتعماري
بين بعضـها البعض. وقد استفاد كثير من زعماء الحركات الوطنية من
هذا
الوضع،
تماماً كما يحدث الآن حين يتمتع زعيم حركة وطنية بدعم فرنسا على سبيل
المثال
فيُعطَى
حق اللجوء السياسي للإقامة في باريس، بل وممارسة نشاطه السياسي. ووجود
مثل
هذا
الزعيم يمثل بالنسبة لدولة المأوى ورقة ضغط في صراعها مع القوى الغربية
الأخرى
. كما
أن هناك دائماً احتمال أن يصل إلى الحكم، ولذا فمن الحكمة أن تَبقَى
الجسور
مفتوحة
معه. وفي هذا الإطار يمكن فهم انضمام يعقوب صنوع والأفغاني لمثل
هذه
التنظيمات
وترحيبها بهما وبغيرهما من المثقفين والسياسيين الثوريين
.

وقد أدَّى
تَوجُّه مجلة أبو نظارة إلى مصادرتها المستمرة ولذا كان يعقوب صنوع
يضطر
لتغيير
اسمها، فهي مرة أبو نظارة ومرة أخرى أبو نظارة زرقاء وثالثة رحلة أبي
نظارة
زرقاء
ورابعة النظارة المصرية. بل وكان يصدر ما يسميه إبراهيم عبده «مجلات
الضرورة
» (الضرورة
التي فرضتها عليه القوانين المتعسفة) فكان يصدر المجلة تلو الأخرى
فلا
يُغيِّر
سوى اسمها، فهي أبو صفارة وحينما أغلقت أبو صفارة ظهرت أبو زمارة التي
جاء
في
افتتاحيتها التي تعبِّر عن روح الدعابة المصرية ما يلي: « بسـم الله
الرحـمن
الرحـيم،
الحمـد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أنبيائه أجمعين. أما
بعد
فيقول
العبد الحقير أبو زمارة. لما بلغني بأن صدر أمر من ناظر الخارجية. بقفش
وكسر
الصفارة.
الساعية في استحصال التمدن والحرية. قلت ياربي نور عقلي وفهمي.
وانصرني
على
الواد الأمرد مصطفى فهمي. إللي أمر بتعطيل صفارتي البهية. العزيزة عند
الشبان
المصرية ».

وحينما
أغلقت أبو زمارة صدرت مجلة الحاوي التي وصفها صاحبها
بأنها
«الحاوي الكاوي إللي يطلَّع من البحر الداوي عجايب النكت للكسلان
والغاوي
ويرمي
الغشاش في الجب الهاوي»
.


ويقول
الدكتور عبد الرحيم مصطفى إن يعقوب
صنوع
قام بتأسيس جمعيتين علميتين أدبيتين أطلق على أولاهما اسم «محفل التقدم»،
وعلى
الثانية
اسم «محفل محبي العلم» وترأسهما بنفسه. وفي هاتين الجمعيتين كانت
تُلقَى
المحاضرات
عن تَقدُّم الآداب والعلوم في أوربا مع الاهتمام بالتاريخ والسياسة
والأدب
والممارسات التعليمية والإشارة بوجه خاص إلى ما حققته فرنسا وإيطاليا في
هذا
المضمار.
وأشار يعقوب صنوع إلى أنه كان يَحضُر اجتماعات كل من الجمعيتين
المسلمون
والمسيحيون
واليهود، وأن الجمعيتين لقيتا الإقبال من طلبة الأزهر وكبار ضباط
الجيش،
كما
ذهب إلى أنهما هما اللتان وفرتا الإطار فيما بعد لظهور الحزب الوطني
(القديم
).

وقد
أغلقت الجمعيتان ونُفي يعقوب صنوع إلى خارج البلاد عام 1878 فاستقر
في
باريس
إلى آخر حياته. وهناك التقى بأديب إسحاق والأفغاني ومحمد عبده
وإبراهيم
المويلحي
وخليل غانم ثم مصطفى كامل وغيرهم، وواصل دعايته للقضية الوطنية بعد
الاحتلال
البريطاني، فأصدر العديد من الصحف بالعربية والفرنسية. وأخذ يتنقل
في
أوربا
للدفاع عن وطنه واشترك في الحملات التي شُنَّت على الخديوي إسماعيل
والاحتلال
البريطاني،
وراسل عرابي في منفاه في سيلان، وعبَّر عن ابتهاجه بانتصار
اليابانيين
على
قوة غربية بيضاء مثل روسيا القيصرية
.

وقد
ظل يعقوب صنوع شأنه شأن كثير
من
رواد الحركة الوطنية في مصر يتصور أن بعض القوى الغربية (فرنسا على وجه
التحديد
) يمكنها
أن تساعد المصريين ضد الاحتلال الإنجليزي، ولكن خابت آماله عام 1904
بعد
توقيع
صفقة الاتفاق الودي بين فرنسا وإنجلترا التي تم بمقتضاها حسم التناقضات
بين
القوتين
الاستعماريتين. وقد ظل يعقوب صنوع يُعبِّر عن إعجابه بالسلطان عبد
الحميد
طيلة
عشرين عاماً نتيجة مقاومته الأطماع الأوربية (وكان السلطان يبادله
الإعجاب
). ومع
هذا رحَّب يعقوب صنوع بدستور 1908 ظناً منه أنه بداية حقيقية للإصلاح
وللتصدي
للنهم
الاستعماري الغربي
.

وقد
كتب يعقوب صنوع قصيدة بالعربية الفصحى بعنوان
«القول
الوجيز في دخول الإنجليز » وكيف سلمها الخونة للغزاة جاء فيها
:

مصر الفتاة
أبو سلطان أسلمها


وإنما
أسلم الإسلام بالذهب


هم
رأسوه على
النواب
يرشدهم


فكان
نائبه من أكبر النوب


وقد
أثارت لهيب النار
ندوته

فصار
أولى بأن يُدعَى أبا لهب


تبت
يداه على ما جاء من عمل


لم
يأته خائن في سالف الحقب


ولا
يمكن القول بأن القصيدة من عيون
الشعر
العربي، فهي لا تختلف كثيراً عن مثل هذه القصائد التي تُكتَب في
المناسبات
وتتبع
قوالب لفظية ومجازية جاهزة. ولكن ما يهمنا هنا هو المصطلح العربي
الإسلامي
الواضح.

وتتبدَّى
عبقرية يعقوب صنوع بشكل أوضح وأكثر بلورة حين يترك الخطاب
البلاغي
التقليدي ويستخدم روح الفكاهة المصرية ويُعبِّر عن الشخصية المصرية، كما
في
مقاله
الفكاهي عن الخديوي إسماعيل الذي يتحدث فيه عن « مناقبه » فقال: « وكفاك
أنه
لا
يعـرف مـعـروفاً ولا ينكر مُنكَراً. ولا يُوجَـد في وقـت الصـلاة إلا
جُنباً
. وفي
رمضان إلا مُفطراً. نعم يصوم ولكن عن الخيرات. ويستقبل الفجور متلطخاً
بنجاسة
الفحشاء.
فاجر يقتات بالكبائر. ويتَفكَّه بالصغائر. ويروح من مولاه شاكياً
ولشيطانه
شاكراً،
فكأنه عاهد إبليس فلم يَخُن له عهداً، ووعده أن يجد عنده كل معصية
فلم
يُخلف
له وعداً
».

ورغم
أن المقال مكتوب بالفصحى إلا أنه كُتب على طريقة
كُتَّاب
هذه المرحلة، كما أنه يتلاعب بالألفاظ وبترابطها بطريقة تُصعِّد
حدة
السخرية
والفكاهة
.

ولكن
عبقرية يعقوب صنوع الحقيقية تظهر في استخدامه
العامية
المصـرية للتعبير عن روحه الفكاهية فالخديوي هو « شيخ الحارة»،
والخديوي
توفيق
هو «توقيف»، والفلاح المصري هو «أبو الغُلب » وهكذا، وقد أشرنا من قبل
إلى
افتتاحيات
أبو زمارة والحاوي . وتظهر روح الدعابة المصرية في القصيدة الساخرة
التي
كتبها
يعقوب صنوع بعد نشوب الثورة المهدية في السودان والتي يُشيد فيها
بشجاعة
السودانيين
ويُشهِّر بالإنجليز
:

يا
محلا لنجليزية


أم
عين زرقا وشعر
أصفر

ياخسارة
دالصبية


في
جوزها العسكري الأحمر


شفتها امبارح
يااسيادي


ماكنش
حولها انجليز


فقلت
لها ياميليدي
(My lady) (1)

جيـف
مي إي كيــس إيف يو بليز
(Give me a kiss if you please) (2)

أنا
في عرضك وان كيس
(One kiss)(3)

قالت
جودام بلادي فول
(Goddam bloody fool) (4)

بلا
فول بلا شعير


ماتتبغدديش
علي


أنا
ابن
المهدي
الكبير


احلمي
علي شوية


فشفنا
المهدي منصور


والجردون في
الشق مكتوم


تاني
يوم جابوه أسير


في
مصيدة سودانية


أمام المهدي
الشهير


مع
ضباطه لنجليزية


)
ومعنى
العبارات الإنجليزية
على
التوالي هو: 1) سيدتي ـ 2) أعطيني قبلة واحدة من فضلك ـ 3) قبلة واحدة ـ
4
) لعنة
الله عليك يا مجنون). والقصيدة كما نرى مصرية تماماً، تُعبِّر عن
الروح
الشعبية
المصرية أحسن تعبير، في محاولتها استيعاب الآخر المعتدي داخل
منظومتها
وتحويله
إلى مجرد هدف للسخرية
.
وحينما
هُزمت الثورة المهدية بكَّت يعقوب
صنوع
المصريين على تَخاذُلهم وسخر من الإنجليز الذين مَثَّلوا بجثة المهدي
بعد
استرجاع
السودان
.

والآن،
هل يمكن ليهودي خالص، صاحب عبقرية يهودية خالصة أن
يأخذ
مثل هذه المواقف الفكرية والسياسية، وأن يستخدم الفصحى والعامية بهذه
الطريقة،
وأن
يترجم مواقفه السياسية اللاذعة المعارضة إلى مجموعة من النكت اللاذعة؟
السؤال
بطبيعة
الحال خطابي غير حقيقي، فلا يمكن أن يفعل هذا إلا مصري عاش في صميم
المجتمع
المصري
(لا في مسامه) وتَشرَّب خطابه الحضاري المصري العربي الإسلامي؛ مصري كتب
له
إمام
المسجد الشعراني حجاباً ونذرته أمه لخدمة الإسلام والمسلمين فعاهد أمه
على
الوفاء
بنذرها، فهو ثمرة رائعة للمجتمع المصري (العربي الإسلامي) بتركيبيته
وعراقته
وتَسامُحه!
ومع هذا لابد أن نشير إلى أن البُعد اليهودي قد يُفسِّر حركية
يعقوب
صنوع
الزائدة وقدرته الفائقة على التحرك داخل تشكيلات حضارية مختلفة
واستيعابها
وتَعلُّمه
العديد من اللغات. ومع هذا يظل انتماؤه إلى مجتمعه المصري العربي
المسلم
هو
العنصر الأكثر تفسيرية
.

ويثير
أبو نظارة قضية الهوية اليهودية والثقافة
اليهودية،
إذ تصنفه المراجع الصهيونية باعتباره « مثقفاً يهودياً » وهو تصنيف
لا
يُفسِّر
أياً من الجوانب المهمة من حياته، أدبية كانت أم سياسية، وهي حياة
لا
تُفهَم
في كليتها إلا بالعودة إلى حركيات المجتمع المصري وتقاليد الفكاهة
المصرية
وحركة
التحرر الوطني في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن
العشرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
جيكوب برييـر (1715 – 1780)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: ركن الطوائف والملل :: اليَهود واليَهوديَّة و الصَّهْيونيَّة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
جيكوب برييـر (1715 – 1780)  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد