منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 يهـود الخَـزَر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

يهـود الخَـزَر  Empty
مُساهمةموضوع: يهـود الخَـزَر    يهـود الخَـزَر  Emptyالأربعاء أغسطس 08, 2012 10:37 am

يهـود
الخَـزَر

Khazar Jews
«الخَزَر» قبيلة من أصل تركي عاشت في
منخفض الفولجا جنوب روسيا

وكوَّنت مملكة كان حكامها وبعض سكانها
يدينون بعبادات وثنية ولكنهم تحولوا إلى
اليهودية. ويُنطق الاسم أحياناً
«خازارا» كما هو الحال في العربية. ولكن ثمة دلائل

على
أن هناك طرائق أخرى للنطق، فهو بالعبرية «كوزاي» وبالصينية «كوزا». وربما
يعود

الاسم
إلى الكلمة التركية «قزمق» بمعنى «يتجول أو ينتقل كالبدو» (المشتق منها
كلمة

«
قوزاق») أو ربما يعود إلى كلمة «قوز»
أو «جاز» بمعنى «جانب الجبل المتجه إلى
الشمال»، وقد يُفسِّرهذا الاشتقاق
الأخير النطق العبري (كوزاري)
.


وقد وصل
الخَزَر إلى منطقة الفولجا والقوقاز
من أقصى الشرق في تاريخ غير معروف، وإن كان

آرثر
كوستلر يذكر نقلاً عن برسكس، رسول الإمبراطور البيزنطي لقبائل اليهود في
القرن

السادس الميلادي، أن الخَزَر ظهروا
على المسرح الأوربي حوالي منتصف القرن الخامس

الميلادي باعتبارهم شعباً خاضعاً
لسيادة قبائل الهون. ويمكن أن يُعتبروا هم والمجر

وغيرهم من القبائل نسل قبيلة أتيلا
زعيم البرابرة الشهير. وتُطلق التواريخ الروسية

المعاصرة على الخَزَر مصطلح
«الأوجاريين البيض»، مقابل «الأوجاريين السود»،وهم

الهنغار أو المجريون. وقد أدى موت
أتيلا إلى ظهور فراغ كبير وهو ما يسر عملية ظهور

الخزر
باعتبارهم قوة فى المنطقة التى شغلوها، فقاموا بصهر واستيعاب وقهر
بعض

القبائل التركية الأخرى، ثم هزموا
البلغار فى نهاية الأمر واضطروهم إلى الهجرة
.


ولكن، قبل استقلال الخزر الكامل فى
المملكة، كان الخزر يشكلون جزءاً مما
كان يسمى الإمبراطورية التركية
الغربية أو المملكة التركية أو جزء من أتراك

التركستان، وكانوا يشكلون اتحاد قبائل
تخضع لحاكم واحد هو الخاقان، أو الكاجان
.
ويقال
إن الخزر ساروا مع سنجيبو، أول خاقانات الأتراك الغربيين، ضد إحدى
القلاع

الساسانية الفارسية. وقد استمرت
المملكة التركية مدة قرن (550 - 650)، وأصبحت كلمة

"
تركي" بعد ذلك تشير إلى الأتراك وحسب
دون الشعوب التركية الأخرى
.


كانت
المملكة الخزرية تقع على المعبر
الحيوي الواقع بين البحر الأسود وبحر قزوين، بين

القوتين الشرقيتين العظميين فى ذلك
الوقت: الدولتين الإسلامية والبيزنطية (دولة

الروم). وقد أصبحت تمثل عازلة حدودية
تحمى بيزنطة من الغارات الهمجية التى تشنها

قبائل
الإستبس الشمالية مثل البلغار والمجر، كما أنها أوقفت التقدم الإسلامى.
فقد

قامت
بين الجزر والعرب عدة حروب كانت أولها بين عامى 642 و 652 حينما أصدر
الخليفة

عمر
(رضى الله عنه) أمره للقوات الإسلامية بالهجوم على عاصمتهم بالانجار،
ولكن

المسلمين لم ينجحوا فى مهمتهم واستشهد
قائدهم عام 653. وقامت الحرب الثانية بين
عامى 722 و 737 وانتهت بهزيمة الخزر
على يد مروان بن محمد (مروان الثانى) وأسلم

بعدها
خاقان الخزر، ولكنه عاد وتحول إلى ديانته الأصلية. ويقول المسعودى إن
الخزر

قد
نقلوا عاصمتهم (تحت ضغط الهجمات العربية) إلى أتل، عند مصب نهر الفولجا، بعد
عام
737.
ويبدو
أنهم خلال الفترة بين اتخاذهم كلاً من بالانجار وأتل عاصمة لهم،
كانت

لهم
عاصمة ثالثة هى سمندر
.


ومما يجدر ذكره أن كتب الرحالة
والمؤرخين العرب

القدامى (مثل: ابن فضلان، والأصطخرى،
وابن حوقل، والمسعودى، وابن سعيد المغربى،
والبلخى، واليعقوبى، وابن رسته،
والمقدسى، وابن النديم، والطبرى، وابن مسكوبه،

والبيرونى، وياقوت) لا تزال من أهم
المصادر عن الخزر، سواء فيما يتعلق بتاريخهم أو

عاداتهم. ومع أنه توجد مصادر أخرى
بيزنطية وروسية، فإن كتب الرحالة العرب لا تزال

المصدر الأساسى. ومن المفارقات التى
يجب أن تسبب لنا، نحن عرب القرن العشرين،
الإحساس بالحرج أننا لم نستفد بهذه
الدراسات وإنما استفدنا بدراسات كتاب غربيين

معظمهم من اليهود مثل آرثر كوستلر فى
كتابه دولة الخزر وميراثها (القبيلة الثالثة

عشرة)
(والذى استفدنا منه كثيراً فى هذا المدخل). وكتاب العالم اليهودى
دنلوب،

والموسوعات اليهودية المختلفة، فى حين
استمد هؤلاء الكتاب معلوماتهم من المصادر
العربية بالدرجة
الأولى
.


ورغم انتصارهم، لم يتمكن العرب من
القضاء على

مملكة
الخزر، بسبب المشاكل الداخلية للخلافة الأموية، ولعل هذا هو الذى أنقذ
الخزر

فى
نهاية الأمر. وتشهد فترة الحرب الثانية قيام تحالفات مع الإمبراطورية
البيزنطية

ربما
للرد على الهجوم الإسلامى. وقد زوج الإمبراطور البيزنطى ابنه من أميرة
خزرية

عام
732، وكانت ثمرة هذا الزواج الإمبراطور ليو الخزرى (775 – 780)
.


ولا
يعرف
أحد بالضبط مدى اتساع مملكة الخزر (خزارياً)، فيجعلها بعض المؤرخين
مملكة

صغيرة
على الفولجا والدون، فى حين يرى البعض الآخر أنها كانت فى قمة
اتساعها

وتطورها، فى منتصف القرن الثامن حيث
شكلت مملكة مترامية الأطراف تمتد حدودها بين

سواحل
البحر الأسود الشمالية، ونهر الدنيبر فى الغرب، وبحر قزوين ونهر الفولجا
فى

الشرق، حتى حدودها الجنوبية وجبال
القوقاز فى الجنوب. كما اتجه الخزر شمالاً. ويقال

إن
حدود المملكة وصلت إلى كييف، لكن القرائن على ذلك ضعيفة. ويقول آرثر كوستلر
إن

الخزر، فى ذروة قوتهم، فرضوا الجزية
على ما يزيد على ثلاثين عشيرة وقبيلة مختلفة

تقطن
المساحات الشاسعة فيما بين القوقاز وجبال الأورال ومدينة كييف
والإستبس

الأوكرانية. ومن بين الشعوب الواقعة
تحت سلطان الخزر: البلغار (بلغار الفولجا
)،
والغز، والمجريون (الهنغار)، وسكان
المستعمرات الجرمانية واليونانية فى القرم، وبعض

القبائل السلافية. وكانت الجيوش
الخزرية تشن غاراتها أيضاً جنوب المناطق الواقعة

وراء
مناطق سيادتها المترامية، جورجيا وأرمينيا، وتغلغلت فى الأراضى العربية
حتى

شارفت
الموصل. ولم يكن للخزر، حتى القرن التاسع، أى منافس لسيادتهم فى
المناطق

الواقعة شمال البحر الأسود وما يلحقها
من مناطق الإستبس والغابات على نهر الدنيبر
.
وقد
ظلوا القوة العظمى فى النصف الجنوبى من أوروبا الشرقية مدة قرن ونصف
قرن،

وكانوا حاجز حماية منيع يسد ممر
الأورال وقزوين فيما بين آسيا وأوروبا. وقد صدوا

طوال
هذه الفترة غارات القبائل البدوية الزاحفة من الشرق. وقد بدأ تدهور الخزر
فى

القرن
العاشر بسبب تزايد قوة قبائل البيشنج فى الشمال والغرب والروس فى
إمارة

كييف.

وبرغم تدهورها وضعف نفوذها، احتفظت
مملكة الخزر باستقلالها حتى القرن
العاشر، حين قام حاكم كييف (الأمير
سفياتوسلاف) بالهجوم على أتل عام 965 وتحطيم

قوتها
وتدمير عاصمتها وكذلك قلعة سمندر وساكريل على نهر الدون. ولكن هذا لا يعنى
أن

الخزر
قد أبيدوا، وإنما يعنى تناقص قوتهم وانكماش نفوذهم، إذ أن ذكرهم يأتى
فى

المدونات المختلفة حتى القرن الثانى
عشر. ويمكن القول بأن الإمبراطورية الخزرية

تهاوت
تماماً باعتناق الأمير الروسى فلاديمير الديانة المسيحية، فقد أدى هذا
إلى

ظهور
تحالف مسيحى يضم بيزنطة فى الغرب وروسيا فى الشمال، وهذا ما جعل مملكة
الخزر

اليهودية دون قيمة إستراتيجية كدولة
عازلة، وسقطت تماماً فى نهاية الأمر تحت هجمات

الروس
أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادى عشر. ويقال إن خاقان الخزر
اعتنق

الإسلام فى تلك الفترة لعقد تحالف مع
المسلمين. وقضى الغزو التترى على ما تبقى من

الخزر
فى وادى الفولجا عام 1247 حين اختفوا تماماً كجماعة مستقلة. ويلاحظ أن
دولة

الخزر
تقع فى المنطقة التى تلتقى فيها عدة إمبراطوريات ولم تحقق الازدهار إلا
بسبب

الفراغ الموجود فى تلك المنطقة. وهى
فى هذا، تشبه، فى كثير من الوجوه، الدولة
العبرانية المتحدة (فى الماضى)،
والدولة الصهيونية (فى العصر الحديث
).


وحضارة الخزر آسيوية قبلية بدائية
احتفظت بكثير من الطقوس البدائية حتى بعد
أن أحرزت قدراً لا بأس به من التقدم.
وقد عرف الخزر نظام الملكية المزدوجة المعروف

بين
القبائل التركية وبعض الشعوب الآسيوية إذ كان يحكمهم الخاقان أو الكاجان
الأكبر

الذى
لم يكن يظهر إلا مرة واحدة كل أربعة أشهر ولا يتحدث إلا إلى نفر محدود
من

الناس. وكان الخاقان موضع تبجيل كبير،
ويجرى تتويجه فى احتفال مهيب للغاية. وقد كان

دائماً من سلالة ملكية، وكان المنصب
يورث فى العائلة نفسها، حتى لو كان الوريث
شخصاً عادياً فقيراً كما يلاحظ
الرحالة العرب. وكانت سلطة الخاقان مطلقة حتى أنه لو

طلب
إلى أحد أن يقتل نفسه لفعل. ولكن الخاقان كان فى نهاية الأمر مبعداً معزولاً
إذ

كان
نائبه، كاجان بك أو البك وحسب، هو الذى يصرف شئون الدولة شاملة إعداد
الجيوش

وقيادتها، وهو الذى يظهر للعامة
ويقودهم فى الحروب، وهو الذى كان يمتلك كل القوى

ذات
التأثير. ورغم أن البك كان يدين بالطاعة لحضرة الخاقان الأكبر ويأتيه كل يوم
فى

إذعان
وخضوع، فإنه هو الذى كان يعينه كما يذكر الأصطخري، أو ربما كان مؤثراً
فى

اختياره. وربما كان التقسيم للسلطة
بين الخاقان والبك تقسيماً للسلطتين الدينية

والدنيوية. فالخاقان الأكبر صاحب
السلطة

الروحية المطلقة، والبك صاحب
السلطة

الدنيوية الفعلية. وهذه العلاقة تشبه
إلى حد كبير علاقة الإمبراطور (أو الميكادو
)
بالحاكم العسكرى (الشوجن) فى اليابان،
فالأول هو صاحب السلطة المطلقة الذى يخضع له

الشوجن، ولكن هذا الأخير هو الذى يقدر
على الحل والربط. وقد عقدت مقارنة طريفة بين

نظام
الحكم لدى الخزر ولعبة الشطرنج، الملكية المزدوجة، تمثل على رقعة
الشطرنج

بالملك (الكاجان) والوزير (البك) حيث
يظل الملك فى عزلة يحميه أتباعه ضعيف الحلول

لا
يجد حراكاً لأكثر من خطوة قصيرة واحدة فى كل مرة. أما الوزير فهو على النقيض
من

ذلك،
له الوجود الأقوى على الرقعة التى يسيطر عليها. وبرغم ذلك، فإن من المحتمل
أن

"
يموت" الوزير وتظل اللعبة قائمة فى
حين يكون "موت" الملك الكارثة العظمى التى تنهى

اللعبة. وإن أردنا استخدام المصطلح
الذى نستخدمه فى هذه الموسوعة لقلنا إن الملك هو

اللوجوس أو المطلق، وإنه ركيزة النسق
النهاية أو المرجعية التى لا مرجعية بعدها
.


وكانت التجارة المصدر المالى الأساسى
لمملكة الخزر حيث كانت متحكمة فى
الطرق التجارية الموصلة بين الشرق
الأقصى والإمبراطورية البيزنطية، وكذلك فى الطرق

الموصلة بين العرب والبلاد السلافية.
وقد كانت تفرض الضرائب على البضائع التى تمر

فيها.
كما كان الحرج من الدول الخاضعة لها مصدراً للريع
.


وكانت ديانة الخزر
فى
المراحل الأولى شامانية بدائية يهيمن عليها الشامان (الكاهن/الساحر/الطبيب)
الذى

يدعى
المقدرة على شفاء المرضى والسيطرة على الأرواح الشريرة ويدعى معرفة
الغيب
.
ويبدو
أن الخزر أحرزوا قسطاً كبيراً من التحضر قبل تهودهم وبعده، فقد تركوا
خيامهم

وبنوا
البيوت من الحجر المحروق. وكان للمسلمين مساجد متعددة فى مملكتهم، منها
مسجد

كانت
مئذنته ترتفع إلى ما يفوق ارتفاع القلعة الملكية. كما أنهم مارسوا
الزراعة،

واتسع
نطاق تجارتهم الدولية. وقد ازدهرت أيضاً الفنون والحرف، ومنها صناعة
الأزياء

النسائية وصناعة الفضة. أما نمط الفن
الخزرى، فقد كان متأثراً بالفن الفارسى. وقد

تطور
نظامهم القضائى أيضاً بحيث كان فى عاصمة الخزر سبعة قضاة، اثنان منهم
للمسلمين

واثنان لليهود واثنان للمسيحيين وواحد
للوثنيين
.


وكما أسلفنا الذكر،
بلغت

مملكة
الخزر أوج عظمتها وقوتها بين القرنين الثامن والعاشر. وأثناء هذه
الفترة،

اعتنق
ملكها بولان (786 - 809)، ومعه أربعة آلاف من النبلاء، الديانة
اليهودية

وجعلها الديانة الرسمية، وهو ما يؤكده
المسعودى حين يشير إلى أنهم تهودوا فى عهد
هارون الرشيد. ويبدو أنهم عرفوا
اليهودية من خلال عشرات من المهاجرين اليهود الذين

فروا
من اضطهاد الإمبراطورية البيزنطية بخاصة فى عهد هرقل (فى القرن
السابع

الميلادى). وقد كتب أحد يهود الأندلس
(حسداى ابن شبروط)، حين عرف بقيام هذه
المملكة، إلى يوسف ملك الخزر، فيما
يعرف باسم "المراسلات الخزرية"، يسأله عن
القبيلة العبرية التى ينتمى إليها وعن
أمور أخرى. وقد أكد له الملك أن أصل الخزر
تركى وليس سامياً، ولا علاقة له
بأسباط إسرائيل العشرة المفقودة ولا بفلسطين. وفى

رده
على ابن شبروط، يذكر الملك يوسف كيف اعتنق بولان اليهودية، فيقول إنه بعث
فى

طلب
زعماء الديانات السماوية وأقام بينهم حواراً ليشرح كل منهم دينه ويناقش
الأديان

الأخرى، وقد اقتنع الملك بعد هذه
المناقشة بالدين اليهودى. وقد تخيل الشاعر
الأندلسى اليهودى يهودا اللاوى هذا
الحوار الفلسفى ورواه فى كتاب له عن هذا
الموضوع. وقام أحد أحفاد بولان بإصلاح
دينى، فترجم العهد القديم والتلمود (ربما
بضعة أجزاء منه نظراً لضخامته). ويقول
كوستلر إن يهودية بولان كانت قرائية تؤمن
بالعهد القديم دون التلمود، ثم تطورت
إلى يهودية حاخامية. وقد ظهر مذهب القرائين فى

القرن
الثامن فى العراق، وكان للقرائين حركة تبشيرية قوية. ومن المعروف أن
القرائية

ظلت
فى بلاد الخزر قائمة بشكل واضح حتى النهاية، ولا تزال قرى اليهود
القرائين

الناطقين بالتركية قائمة حتى الآن فى
روسيا. ولم تكن يهودية الخزر كاملة، بل
احتفظوا بكثير من العادات الشامانية
من تراثهم التركى البدائى. فكانوا، على سبيل

المثال، يقتلون الملك عادة بعد أن
يحكم أربعين عاماً، وهذا دليل على استمرار عبادات

الخصب
حتى بعد اعتناقهم اليهودية، كما أنهم كانوا يقتلون من يتولون حفر قبر
الخاقان

الأكبر (ولعل هذا يفسر عدم اكتراث
يهود العراق بهم، فلم يكونوا من وجهة نظر المؤسسة

الدينية يهوداً خلصاً). وقد رد يوسف
ملك الخزر على سؤال ابن شبروط عن آخر الأيام

رداً
ميهماً للغاية. وليس من المعروف إن كان أعضاء قبائل الخزر كلهم قد تهودوا،
أم

أن
الأمر ظل مقصوراً على الملك والنبلاء وأقلية من الشعب
.

وقد حاول المؤرخون
تفسير
ظاهرة تهود الخزر، فيقال إنهم تهودوا لأسباب سياسية حيث كانوا واقعين
بين

الإمبراطوريتين البيزنطية والإسلامية،
وكانت الإمبراطورية الروسية حينذاك فراغاً
.
ولكى
يحتفظوا باستقلالهم، تبنوا عقيدة دينية مختلفة عن عقيدة القوتين
العظميين
.
ويقال
أيضاً إن التهود كان لأسباب اقتصادية إذ أن الخزر كانوا قد بدأوا فى
احتراف

التجارة وكان على من يوّد ممارسة هذه
المهنة فى هذه المناطق وغيرها أن يتهود حتى

يستفيد من شبكة الاتصالات اليهودية فى
العصور الوسطى، والتى كانت تعتبر نظام ائتمان

دولي.
وقد أصبح بوسع الخزر، بتهودهم، أن يلعبوا دور الوسيط أو الدولة
الوظيفية

الوسيطة بين القوتين العظميين، إذ كان
لكل منهما قوانينها وشرائعها، ولم تكن توجد

بينهما قنوات اتصال ولا يمكن لتجار كل
طرف أن يعبروا إلى أرض الطرف الآخر إلا
بصعوبة. ولذا، كان من الضرورى ظهور
طرف ثالث هامشى محايد، مثل الجماعة الوظيفية

الوسيطة، ليقوم بالنشاط التجارى
بينهما. ويقال إن النخبة الحاكمة الخزرية قد تبنت

ديانة
سماوية توحيدية مثل اليهودية، وذلك حتى تضفى على نفسها هيبة ووقاراً،
وتوجد

مسافة
بينها وبين العبادات الشامانية البدائية السائدة، وتربط بينها وبين
النخب

الحاكمة فى العالمين الإسلامى
والمسيحى
.


ويرى بعض المؤرخين، ومن
بينهم

العالم الإسرائيلى إ. ن. بولياك أستاذ
التاريخ اليهودى الوسيط فى جامعة تل أبيب،
وكذلك علماء الأجناس، أن يهود شرق
أوروبا الإشكناز ليسوا من نسل يهود فلسطين وإنما

من
نسل الخزر الذين استوطنوا هناك بعد تشرذمهم. وقد وصفهم الجغرافيون العرب
بأنهم

ذوو
بشرة بيضاء وعيون زرقاء وشعر غزير ضارب للحمرة. ومن هنا، فإن مقولة أن
يهود

أوروبا الإشكناز من أصل خزرى تركي
ليست مقولة فكرية محضة ذات مقدرة تفسيرية عالية

تستند
إلى العقل والمنطق وحسب، وإنما هى مقولة تستند أيضاً إلى المعطيات
التاريخية

المحسوسة. ومن أهم ما كتب فى هذا
الموضوع كتاب المؤلف الإنجليزى المجرى الأصل،

اليهودى العقيدة، آرثر كوستلر، والذى
أسلفنا الإشارة إليه، حيث يبرهن فيه على
المقولة الخاصة بهجرة يهود الخزر إلى
شرق أوروبا،بالإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين

الخزر
والمجر وكيف أسهم خاقان الخزر فى تأسيس دولة المجر بأن عين لقبائل
المجر

ملكاً
يخضع لسلطانه. وقد ظلت العلاقات قوية بين الشعبين إلى أن طرد المجريون
من

بلادهم عام 896 وعبروا سلسلة جبال
الكربات وانتزعوا المنطقة التى أصبحت موطنهم

الحالى. ويبين كوستلر كيف انضمت إلى
المجريين فى هجرتهم إلى هنغاريا قبائل خزرية

معروفة باسم "الكابار"، وقادتهم إلى
موطنهم الجديد. وقد استمرت العلاقة الوثيقة بين

المجر
والخزر حتى استقرار المجموعات الخزرية المجرية فى الوطن الجديد. وقد دعا
دوق

تاكسونى المجرى عدداً غير معلوم من
الخزر ليستوطنوا بلاده، ولاشك فى أن نسبة كبيرة

منهم
كانت من اليهود. بل ويرى كوستلر أن تدفق اليهود لم يكن على المجر وحسب
بسبب

العلاقات المجرية الخزرية كما أنه لا
يمثل حالة خاصة، فهذه الهجرة كانت جزءاً من

هجرة
أكبر وهى الهجرة الجماعية الشمالية من الإستبس الأوراسية تجاه الغرب، أى
تجاه

أوروبا الوسطى والشرقية. ولذلك، فهو
يتحدث عن "الشتات الخزرى" أى انتشار اليهود من

بلاد
الخزر إلى أرجاء أوروبا، مقابل "الشتات" وحسب، أى انتشار اليهود من
فلسطين
.


ويلاحظ كوستلر أن اختفاء الشعب الخزرى
من موطنه التاريخى قد صاحبه الظهور
المعاصر لأكبر تجمع يهودى فى الشمال
الغربى من أوروبا. ولهذا، اتفق المؤرخون على أن

الهجرة من خزاريا قد أسهمت بالتأكيد
فى نمو الجماعات اليهودية البولندية. ولكن يظل

هناك
سؤال يتصل بحجم هذا الإسهام؟ وما إذا كان اليهود الخزر قد كونوا مجرد
نواة

للجماعة اليهودية وحسب، أم أنهم لم
يكونوا مجرد نواة؟



وهنا يستعرض كوستلر
تاريخ
يهود أوروبا فيبين ضآلة عددهم، ثم يستعرض تاريخ طرد اليهود من بلد أوروبى
إلى

آخر،
ويشير إلى أن يهود حوض الراين (حتى القرن الحادى عشر) كانوا ضئيلى
الأهمية

قليلى
العدد، وقد تعرضت هذه الجماعات للإبادة وتناقصت أعدادها أثناء حروب
الفرنجة
.
أما
أعضاء الجماعات اليهودية التى كان يتم تدميرها تماماً، فقد كانوا يتركون
مكان

إقامتهم بعض الوقت ثم يعودون إليه، أى
أنهم لم يكونوا يهاجرون منها. وقد ظهر
الطاعون أو الموت الأسود الذى تفشى فى
الفترة 1347 - 1350 وقضى على ثلث سكان
أوروبا. لكل هذا، يرى كوستلر أن فكرة
هجرة يهود غرب أوروبا إلى شرقها يتعذر إثباتها

تاريخياً، بل إنها مجرد خرافية، أو
افتراض خلقه المؤرخون، وكان عليهم اختلافه
لتفسير ظاهرة ازدياد عدد يهود أوروبا
الشرقية فى القرن الخامس عشر، خصوصاً فى
بولندا، زيادة مفاجئة وهائلة، حتى أن
معظم يهود أوروبا كانوا فى القرن السادس عشر

يقيمون فى بولندا. واستمر هذا الوضع
قائماً، فنجد أن معظم يهود أوروبا كانوا فى

القرن
السادس عشر يقيمون فى بولندا. واستمر هذا الوضع قائماً، فنجد أن معظم
يهود

العالم (مع بداية القرن التاسع عشر)
موجودون فى بولندا بحيث يمكن القول بأن يهود

العالم الحديث من أصل
بولندى
.


وفى محاولة تفسير تزايد عدد يهود
بولندا،

اختلق
المؤرخ الروسى اليهودى دبنوف وغيره فريضة هجرة يهود غرب أوربا إلى
شرقها

(
بسبب
المذابح التى ارتكبت ضد الجماعات اليهودية إيبان الحروب الصليبية)، وذلك
على

الرغم
من أن الحوليات المعاصرة لا تتحدث عن مثل هذه الهجرة، بل ومن الصعب
تخيلها
.
ومرد
ذلك جهل المؤرخين بتاريخ يهود الخزر، وتاريخ هذه المرحلة السديمية التى
كانت

تنتقل
فيها شعوب أوربا أو قبائلها من مكان إلى آخر. أما كوستلر، فيهتم بقضية
يهود

الخزر
باعتباره يهودياً رافضاً لفكرة الاستمرار العرقى اليهودى فى فلسطين،
باعتباره

مدافعاً عن حقه فى أن يظل منتمياً
(كيهودي إنجليزي) إلى وطنه إنجلترا. وهو يستخلص

النتيجة التالية: "أن الدلائل
المعروضة تدعم الحجة القوية التى قدمها أولئك

المؤرخون المحدثون، سواء النمساويون
أو الإسرائيليون أو البولنديون، أو أولئك الذين

أثبتوا (مع استقلال كلًّ عن الآخر) أن
الأغلبية العظمى من اليهود المعاصرين ليسوا

من
أصل فلسطينى وإنما من أصل قوقازى وأن تيار الهجرات اليهودية الرئيسى لم ينبثق
من

حوض
البحر المتوسط عبر فرنسا وألمانيا متجهاً نحو الشرق ثم عائداً أدراجه
ثانية

ولكنه
تحرك فى اتجاه ثابت دائماً (نحو الغرب) بادئاً من القوقاز عابراً
أوكرانيا

إلى
بولندا ومنها إلى وسط أوربا. وعندما حدث فى بولندا هذا الاستيطان الضخم الذى
لم

يسبق
له نظير، لم يكن إلى جانبه (فى الغرب) سوى عدد قليل ولا يعتد به من اليهود،
فى

حين
أن شعبنا بأسره (فى الشرق) كان فى سبيله إلى التحرك نحو حدود جديدة
".

وتحاول الصهيونية، فى أحد أشكالها، أن
تؤسس نظرية الحقوق اليهودية فى

فلسطين على أساس عرقى. إذ تدعى أن
اليهود، بالمعنى العرقى، شعب ارتبط دائماً
بفلسطين (أو أرض الميعاد)، وأن هذا
النقاء العرقى وهذا الارتباط الأزلي بأرض
الأجداد، يبرران الاستيلاء على
فلسطين. ولكن تهود الخزر، مثل تهود الآدميين وغيرهم

من
الأقوام، يمثل تحدياً لهذه الفكرة الخاصة بالنقاء العرقى.فالأصل الخزرى
لمعظم

يهود
الغرب، أى الأغلبية العظمى من يهود العالم، يفند فكرة الحقوق اليهودية
التى

تساند
إلى أساس عرقى.ومع هذا، يجب التنبيه على أن الصهيونية تعرف الهوية
اليهودية

الآن
تعريفاً أثنياً فضفاضاً ولا تركز إلا نادراً على النظرية العرقية
ونظرية

النقاء العرقى، كما أنها تؤسس نظرية
الحق اليهودى على الارتباط الإثنى والدينى
والحضارى وليس على الارتباط
العرقى
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
يهـود الخَـزَر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يهـود الجبــال (يهـود التـات، يهـود داغسـتان)
» يهـود الهــند
» يهـود كوشـين
» يهـود مانيبــور
» يهـود جورجيــا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: ركن الطوائف والملل :: اليَهود واليَهوديَّة و الصَّهْيونيَّة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
يهـود الخَـزَر  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
يهـود الخَـزَر  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
يهـود الخَـزَر  Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
يهـود الخَـزَر  Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد