منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Empty
مُساهمةموضوع: الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا   الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالجمعة أغسطس 10, 2012 4:10 pm

قوله
تعالى: (
وَمِنْهُمُ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ
لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ
آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ)

[التوبة 61]إلى قوله: (
أَلَمْ
يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ
جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ)
[التوبة
63].


يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية: " .. فعُلم أن إيذاء رسول الله محادَّة لله ولرسوله؛ لأن ذكر الإيذاء هو
الذي اقتضى ذكر المحادة، فيجب أن يكون داخلاً فيه، ولولا ذلك لم يكن الكلام مؤتلفاً
إذا أمكن أن يقال: إنه ليس بمحاد، ودل ذلك
على أن الإيذاء و المحادّ‌َة كفر؛ لأنه أخبر أن له نار جهنم خالداً فيها، ولم يقل:
"هي جزاؤه"، وبين الكلامين فَرْق، بل المحادَّة هي المعاداة والمشاقَّة، وذلك كفر
ومحاربة؛ فهو أغْلَظُ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كافراً، عدوّاً للهِ ورسوله، محارباً لله ورسوله، لأن المحادَّة اشتقاقها من
المباينة بأن يصير كلُّ واحد منهما في حد ... وفي الحديث أنَّ رجلاً كان يسبُّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ يَكْفِيني عَدُوِّي؟"، وهذا ظاهر ..
وحينئذٍ فيكون كافراً حَلال الدم؛ لقوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين) [المجادلة 20]، ولو كان مؤمناً معصوماً لم
يكن أذلَّ؛ لقوله تعالى: (وَللهِ العزةُ ولرسُولهِ وللمؤمِنيْنَ) [المنافقين
8]وقوله: (كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [المجادلة 5]، والمؤمن
لا يُكبت كما كُبت مكذبو الرسل قط، ولأنه قد قال تعالى: (لاَ تجدُ قوماً يُؤمنونَ
بِاللهِ واليوْمِ الآخرِ يُوآدُّونَ منَ حآدَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) الآية، فإذا كان
من يُوَادّ المحادَّ ليس بمؤمن فكيف بالمحاد نفسه؟ وقد قيل: إن من سبب نزولها أن
أبا قُحَافَةَ شتم النبي صلى الله عليه وسلم فأراد الصديق قتله، وأن ابن أُبَيّ
تنقَّصَ النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن ابنُه النبيَّ صلى الله عليه وسلم في
قتله لذلك، فثبت أن المحادَّ كافرٌ حلالُ الدم.."[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قوله
سبحانه: (يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُوْرَةٌ تُنَبِّئُهُم
بِمَا في قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزئُوا إنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُون* ولَئِن
سَألْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخوُضُ ونَلْعَبُ قُلْ أَبالله وآياتِهِ
وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بَعْدَ
إيْمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ
كَانُوا مُجْرميْنَ) [التوبة 64-66].


يقول شيخ الإسلام:
".. هذا نصٌّ في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسبُّ المقصود بطريق
الأَوْلى، وقد دلَّتْ هذه الآية على أن كل مَنْ تنقَّصَ رسول الله صلى الله عليه
وسلم جادّاً أو هازلاً فقد كفر
.


وقد رُوي عن رجال
من أهل العلم – منهم ابنُ عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقَتَادة – دخل حديثُ
بعضهم في بعض[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]،
أنه قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك؛ ما رأيتُ مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغبَ
بطوناً، ولا أكذبَ أَلْسُناً، ولا أجْبَنَ عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأصحابه القراء، فقال له عَوْف بن مالك: كذبْتَ، ولكنك منافق، لأخبرنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب عَوْف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليخبره، فوجدَ القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد ارتحل وركِبَ ناقته، فقال: يا رسول الله إنما كنا نَلْعَبُ ونتحدَّثُ حديث
الركب نَقْطَع به عناء الطريق.


قال ابن عمر: كأني
أنظر إليه متعلقاً بِنِسْعَةِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة لتنكب رجليه[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهو يقول: إنما نخُوضُ ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَبِاللهِ
وآيَاتِهِ وَرَسُولهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) ما يلتفت إليه، وما يزيده
عليه.


وقال مجاهد: قال
رجل من المنافقين: يحدثنا محمدٌ أن ناقة فلان بوادي كذا وكذا، وما يدريه ما الغيب،
فأنزل الله عز وجل هذه الآية.


وقال مَعْمَر عن
قَتَادة: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تَبُوك ورَكْبٌ من المنافقين
يسيرون بين يديه، فقالوا: أيظنُّ هذا أن يفتح قصورَ الروم وحصونَهَا؟ فأطْلَعَ الله
نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عَليَّ
بِهَؤُلاَءِ النَّفَرِ" فدعا بهم فقال: "أََََقُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟" فحلفوا ما
كنا إلا نخوض ونلعب.


قال مَعْمر وقال
الكلبي: كان رجل منهم لم يمالهم في الحديث يسير مجانباً لهم، فنزلت: (إِنْ نَعْفُ
عَنْ طَآئِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً) فسُمي طائفة وهو
واحد.


فهؤلاء
لما تنقَّصوا النبي صلى الله عليه وسلم حيث عابوه والعلماءَ من أصحابه، واستهانوا
بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك، وإن قالوه استهزاء، فكيف بما هو أغلظ من ذلك؟
وإنما لم يُقِم الحدَّ عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمِرَ به إذ ذاك، بل
كان مأموراً بأن يَدَعَ أذاهم، ولأنه كان له أن يعفو عمن تنقصه وآذاه"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قال
سبحانه: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فِي الصَّدَقَاتِ) [التوبة 58]، وقال تعالى: (وَمِنْهُمُ الذِينَ يُؤْذُونَ النّبي)
[التوبة 61].


يقول شيخ الإسلام:
".. وذلك يدلُّ على أن كلَّ من لمزه أو آذاه كان منهم[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]؛
لأن (الَّذِينَ) و (مَنْ) اسمان موصولان، وهما من صيغ العموم، والآية وإن كانت نزلت
بسبب لَمْزِ قَوْمٍ وأذى آخرين، فحكمها عامٌّ كسائر الآيات اللواتي نزلَنْ على
أسباب، وليس بين الناس خلافٌ نعلمه أنها تعمُّ الشخصَ الذي نزلت بسببه ومَن كان
حاله كحاله، ولكن إذا كان اللفظ أعمَّ من ذلك السبب فقد قيل: إنه يُقْتَصَر على
سببه، والذي عليه جماهيرُ الناس أنه يجب الأخْذُ بعموم القول، ما لم يقم دليل يوجب
القصر على السبب كما هو مقرر في موضعه"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


ثم قال شيخ
الإسلام: ".. لما أخبر سبحانه أن الذين يَلْمَزُونَ النبي صلى الله عليه وسلم
والذين يؤذونه من المنافقين ثبت أن ذلك دليلٌ على النفاق وفرعٌ له، ومعلومٌ أنه إذا
حصلَ فرعُ الشيء ودليلُه حصل أصلُه المدلولُ عليه، فثبت أنه حَيْثُما وجد ذلك كان
صاحبه منافقاً سواء كان منافقاً قبل هذا القول أو حَدَثَ له النفاق بهذا القول ..
وأيضاً، فإن هذا القول مناسبٌ للنفاق؛ فإن لَمْزَ النبي صلى الله عليه وسلم وأذاه
لا يفعله مَن يعتقد أنه رسولُ الله حقاً، وأنه أَوْلى به من نَفْسه، وأنه لا يقول
إلا الحق، ولا يحكم إلا بالعدل، وأن طاعته طاعة لله، وأنه يجب على جميع الخلق
تعزِيرُه وتوقيره، وإذا كان دليلاً على النفاق نفسِهِ فحيثما حصلَ حصل النفاق.


وأيضاً،
فإن هذا القول لا رَيْبَ أنه مُحَرَّم؛ فإما أن يكون خطيئةً دون الكفر أو يكون
كفراً، والأول باطل؛ لأن الله سبحانه قد ذكر في القرآن أنواع العُصَاة من الزاني
والقاذف والسارق والمُطَفِّفِ والخائن، ولم يجعل ذلك دليلاً على نفاق معين ولا
مطلق؛ فلما جعل أصحاب هذه الأقوال من المنافقين عُلم أن ذلك لكونها كفراً، لا لمجرد
كونها معصية؛ لأن تخصيص بعض المعاصي بجعلها دليلاً على النفاق دون بعض لا يكون حتى
يختص دليلُ النفاق بما يوجب ذلك، وإلاَّ كان ترجيحاً بلا مُرَجِّح، فثبت أنه
لابُدَّ أن يختص هذه الأقوال بوصفٍ يُوجبُ كونها دليلاً على النفاق، وكلما كان كذلك
فهو كفر"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


ثم أشار شيخ
الإسلام إلى كفر المنافقين بقوله: ".. وقد نَطَقَ القرآن بكفر المنافقين في غير
موضع، وجعلهم أسوأ حالاً من الكافرين، وأنهم في الدَّرْك الأسفل من النار، وأنهم
يوم القيامة يقولون للذين آمنوا: (انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُم) الآية،
إلى قوله: (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ولاَ مِنْ الّذِين كَفَرُوا)
[الحديد 31-15] وأمر نبيَّه في آخر الأمر بأن لا يصلي على أحدٍ منهم وأخبر أنه لَنْ
يغفر لهم. وأمَرَهُ بجهادهم والإغلاظ عليهم، وأخبر أنهم إن لم ينتهوا لَيُغْرِيَنَّ
الله نبيه بهم حتى يُقَتَّلُوا في كل موضع"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قوله سبحانه
وتعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيماً) [النساء 65].


يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية: "أقْسَمَ سبحانه بنفسهِ أنهم لا يؤمنون حتى يحكِّموه في الخصومات التي
بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقاً من حكمه، بل يُسلِّموا لحكمه ظاهراً وباطناً،
وقال قبل ذلك: (أَلَم تَرَ إلى الَّذِين يَزْعُمُونَ أَنَّهُم ءَامَنُوا بِمَا
أُنْزِلَ إلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قبْلِكَ يُريدُونَ أَنْ يَتَحَاكََمُوا إلى
الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أنْ يَكْفُرُوا بِهِ ويُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ
يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً* وَإذَا قِيلَ لَهُمُ تَعَالَوْا إلى مَا أَنزلَ
اللهُ وإلَى الرَسُولِ رَأَيتَ المنافقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً) [النساء
60-61]فبيّن سبحانه أن مَن دُعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصدَّ عن
رسوله كان منافقاً، وقال سبحانه: (وَيقُولُونَ آمنَّا باللهِ وَبالرَّسُولِ
وأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ
باِلمؤمِنَينَ* وَإِذَا دُعُوا إلى اللهِ ورسُولهِ لِيحكُمَ بَينهُمْ إذا فَرِيقٌ
مِّنْهمْ مُّعْرِضونَ* وَإنْ يَكُنْ لَهُمُ الحَقُّ يَأَتُوا إليهِ مُذْعِنِينَ*
أَفِي قُلُوبهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ
عَليهمْ ورسُولهُ بَلْ أُوْلَئكَ هُمُ الظَالِمُونَ* إنّمَا كَانَ قَوْلَ
المُؤمِنينَ إذا دُعُوا إلى اللهِ وَرَسُولهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا
سَمِعنا وأطعْنَا) [النور 47-51]فبين سبحانه أن من تولى عن طاعة الرسول وأعرض عن
حكمه فهو من المنافقين، وليس بمؤمن، وأن المؤمن هو الذي يقول: سمعنا وأطعنا؛
فإذا كان النفاق يثبت ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول وإرادة التحاكم
إلى غيره، مع إن هذا تركٌ محض، وقد يكون سببه قوة الشهوة، فكيف بالتنقص والسب
ونحوه؟
"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قوله سبحانه:
(
إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)

[الأحزاب
57-58].


يقول شيخ الإسلام
ابن تيمية: ".. ودلالتها من وجوه:


أحدها: أنه قَرَن
أذاه بأذاه كما قرن طاعته بطاعته، فمن آذاه فقد آذى الله تعالى، وقد جاء ذلك
منصوصاً عنه، ومن آذى الله فهو كافر حَلالُ الدَّمِ، يبين ذلك أن الله تعالى جعل
محبةَ اللهِ ورسوله وإرضاءَ اللهِ ورسوله وطاعة الله ورسوله شيئاً واحداً فقال
تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وأبْنَاؤكُمْ وإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيْرَتُكمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَونَ كسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أحَبَّ إلَيكم مِنَ اللهِ وَرَسُولهِ) [التوبة: 24]وقال:
(وَأَطِيعُوا الله والرَّسُول) [آل عمران: 132]
في مواضع متعددة... وجعل شقاق الله ورسوله ومحادَّةَ الله ورسوله وأذى الله
ورسوله ومعصيةَ الله ورسوله شيئاً واحداً، فقال: (ذَلِكَ بأنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ
وَرَسُولهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرسُولَهُ) [الأنفال: 13]، وقال: (إنَّ
الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسولَه) [المجادلة 20]، وقال تعالى: (ألَمْ
يَعْلمُوا أنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسولَهُ) [التوبة: 63]، وقال: (وَمَنْ
يَعْصِ اللهَ وَرَسولَهُ) [النساء: 14]الآية.


وفي
هذا وغيرِه بيانٌ لتلازم الحقين، وأن جهةَ حرمة الله ورسوله جهة واحدة؛ فمن آذى
الرسول فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله؛ لأن الأمة لا يَصِلون ما بينهم وبين
ربهم إلا بواسطة الرسول، ليس لأحدٍ منهم طريقٌ غيرُه ولا سبب سواه، وقد أقامه الله
مُقَام نفسِهِ في أمره ونَهْيه وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن يُفَرَّقَ بين الله
ورسوله في شيء من هذه الأمور.


وثانيها:
أنه فَرَّق بين أذى الله ورسوله وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل هذا قد احتمل
بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك لعنته في الدنيا والآخرة، وأعَدَّ له العذابَ
المُهين، ومعلومٌ أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجَلْد، وليس فوق
ذلك إلا الكفر والقتل.


الثالث: أنه ذكر
أنه لعنهم في الدنيا والآخرة وأعَدَّ لهم عذاباً مهيناً، واللَّعْنُ: الإبعاد عن
الرَّحمة، ومَن طَرَده عن رحمته في الدنيا والآخرة لا يكون إلاَّ كافراً، فإن
المؤمن يقرب إليها بعضَ الأوقاتِ، ولا يكون مباحَ الدَّمِ؛ لأن حقْنَ الدم رحمةٌ
عظيمة من الله؛ فلا يثبت في حقه"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قوله سبحانه: (لاَ
تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْت النَّبِيّ وَ لاَ تَجْهَرُوا لَهُ
بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أنْ تَحْبَطَ أعْمَالُكُمْ وَأنْتُمْ لاَ
تَشْعُرُونَ) [الحجرات:2]


قال الإمام
القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" عند تفسيره لهذه الآية: "..
ليس
الغرض برفع الصوت ولا الجهر ما يقصد به الاستخفاف والاستهانة لأن ذلك كفر
والمخاطبون مؤمنون وإنما الغرض صوت هو في نفسه والمسموع من جرسه[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
غير مناسب لما يهاب به العظماء ويوقر الكبراء فيتكلف الغض منه ورده إلى حد يميل به
إلى ما يستبين فيه المأمور به من التعزيز والتوقير "[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قال شيخ الإسلام:
"وَجْهُ الدلالة أن الله سبحانه نهاهم عن رفع أصواتهم فوق صوته، وعن الجهر له كجهر
بعضهم لبعض؛ لأن هذا الرفع والجهر قد يُفْضي إلى حُبُوط العمل وصاحبه لا يشعر؛ فإنه
عَلَّلَ نَهْيَهم عن الجهر وتركهم له بطلب سلامة العمل عن الحبوط، وبيّن أن فيه من
المفسدة جواز حبوط العمل وانعقاد سبب ذلك، وما قد يُفْضي إلى حبوط العمل يجب تركه
غَايَةَ الوجوب، والعمل يَحْبُطُ بالكفر، قاله سبحانه: (ومَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ
عَنْ دِيْنِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ)
[البقرة 217]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائدة 5]... وهذا ظاهر، ولا يحبط
الأعمال غير الكفر ...


فإذا ثبت أن رفع
الصوت فوق صوت النبي والجهر له بالقول يُخاف منه أن يكفر صاحبه وهو لا يشعر ويحبط
عمله بذلك، وأنه مظنة لذلك وسببٌ فيه؛ فمن المعلوم أن ذلك لما ينبغي له من التعزير
والتوقير والتشريف والتعظيم والإكرام والإجلال، وأن رفع الصوت قد يشتمل على أذى له،
أو استخفافٍ به، وإن لم يقصد الرافع ذلك.


فإذا
كان الأذى والاستخفافُ الذي يحصل في سوء الأدب من غير قَصْدِ صاحبِهِ يكون كفراً؛
فالأذى والاستخفافُ المقصودُ المتعمَّدُ كفر بطريق الأولى
.."[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].

وقال
الإمام الشنقيطي في "أضواء البيان": "اعلم أن عدم احترام النبي صلى الله عليه
وسلم المشعر بالغض منه أو تنقيصه صلى الله عليه وسلم والاستخفاف به أو الاستهزاء به
ردة عن الإسلام وكفر بالله.


وقد
قال تعالى في الذين استهزءوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وسخروا منه في غزوة تبوك
لما ضلت راحلته: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلْعَبُ قُلْ أبالله وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ لاَ
تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [ التوبة : 65 - 66 ]"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


وقال
الآلوسي في روح المعاني: ".. والقاعدة
المختارة أن إيذاءه عليه الصلاة والسلام يبلغ مبلغ الكفر المحبط للعمل باتفاق فورد
النهي عما هو مظنة لأذى النبي صلى الله عليه وسلم سواء وجد هذا المعنى أو لا حماية
للذريعة وحسما للمادة، ثم لما كان هذا المنهى عنه منقسماً إلى ما يبلغ مبلغ الكفر
وهو المؤذى له عليه الصلاة والسلام وإلى ما لا يبلغ ذلك المبلغ ولا دليل يميز أحد
القسمين عن الآخر لزم المكلف أن يكف عن ذلك مطلقاً خوف أن يقع فيما هو محبط للعمل
وهو البالغ حد الأذى إذ لا دليل ظاهر يميزه".


7-
ومن السنة ما رواه أبو داود في سننه عن أَبِي بَرْزَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَغَيَّظَ عَلَى رَجُلٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ
فَقُلْتُ تَأْذَنُ لِي يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ فَأَذْهَبَتْ كَلِمَتِي غَضَبَهُ فَقَامَ
فَدَخَلَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ مَا الَّذِي قُلْتَ آنِفًا قُلْتُ ائْذَنْ لِي
أَضْرِبُ عُنُقَهُ قَالَ أَكُنْتَ فَاعِلًا لَوْ أَمَرْتُكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ
لَا وَاللَّهِ مَا كَانَتْ لِبَشَرٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه
وسلم.


قَالَ
أَبُو دَاوُد هَذَا لَفْظُ يَزِيدَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْ لَمْ يَكُنْ
لِأَبِي بَكْرٍ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلًا إِلَّا بِإِحْدَى الثَّلَاثِ الَّتِي
قَالَهَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفْرٌ بَعْدَ إِيمَانٍ
أَوْ زِنًا بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَتْلُ نَفْسٍ بِغَيْرَ نَفْسٍ وَكَانَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْتُلَ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


قال
شيخ الإسلام ابن تيمية: "
وقد استدل به على
جواز قتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم جماعات من العلماء، منهم أبو داود وإسماعيل
بن إسحاق القاضي وأبو بكر عبد العزيز و القاضي أبو يعلي وغيرهم من العلماء، وذلك
لأن أبا برزة لما رأى الرجل قد شتم أبا بكر وأغلظ له حتى تغيظ أبو بكر استأذنه في
أن يقتله لذلك، وأخبره أنه لو أمره لَقَتَله، فقال أبو بكر: ليس هذا لأحد بعد النبي
صلى الله عليه وسلم.


فعُلم أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل من سبه و من أغلظ له، وأن له أن يأمر بقتل مَنْ
لا يعلم الناس منه سبباً يبيح دمه، وعلى الناس أن يطيعوه في ذلك؛ لأنه لا يأمر إلا
بما أمر الله به، و لا يأمر بمعصية الله قط، بل من أطاعه فقد أطاع
الله.


فقد تضمن الحديث
خَصِيصَتَيْنِ لرسول الله
صلى
الله عليه وسلم
:


إحداهما: أنه يطاع
في كل من أمر بقتله.


و الثانية: أنَّ
له أن يَقْتُلَ من شتمه وأغلظ
له.


و هذا المعنى
الثاني الذي كان له باقٍ في حقه بعد موته؛ فكل من شتمه أو أغلظ في حقه كان قتله
جائزاً، بل ذلك بعد موته أَوْكَدُ و أَوْكَد؛ لأن حُرْمَته بعد موته أكمل، و
التساهل في عِرْضِه بعد موته غير ممكن، وهذا الحديث يفيد أن سبه في الجملة يبيح
القتل، ويستدل بعمومه على قتل الكافر والمسلم"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


8- ومن أدلة السنة
الصريحة قصة "ذو الخويصرة"، وقد رواها الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما عن
أَبي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا
أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ قَدْ خِبْتَ
وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ
لِي فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَقَالَ دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ
أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ
السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وَهُوَ قِدْحُهُ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ
الْبَضْعَةِ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
تَدَرْدَرُ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ النَّاسِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَشْهَدُ
أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ
فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ
عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي نَعَتَهُ[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]،
وجاء في رواية أخرى عند الإمام مسلم: " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا
يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ
الْأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ
الرَّمِيَّةِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ
عَادٍ".


ففي
هذا الحديث لم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه
رغبته في قتل هذا المتطاول الآثم، بل إنه صلى الله عليه وسلم أشار في رواية مسلم
إلى عزمه صلى الله عليه وسلم قتل هذا الرجل وصحبه، إلا إنه لم يمنع عمر رضى الله
عنه من فعل ذلك إلا لمصلحة رآها صلى الله عليه وسلم وقتها وهي عدم تنفير الناس من
الإسلام، وقد ترجم البخاري رحمه الله هذا الحديث بقوله "باب من ترك قتال الخوارج
للتألف وأن لا ينفر الناس عنه"، يقول ابن حجر في "فتح الباري": ".. قوله (فإن له
أصحابا) هذا ظاهره أن ترك الأمر بقتله بسبب أن له أصحابا بالصفة المذكورة، وهذا لا
يقتضي ترك قتله مع ما أظهره من مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم بما واجهه، فيحتمل
أن يكون لمصلحة التأليف كما فهمه البخاري لأنه وصفهم بالمبالغة في العبادة مع إظهار
الإسلام، فلو أذن في قتلهم لكان ذلك تنفيرا عن دخول غيرهم في الإسلام، ويؤيده رواية
أفلح ولها شواهد، ووقع في رواية أفلح "سيخرج أناس يقولون مثل قوله""[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].


وإذا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى ترك قتال هذا المتطاول الآثم فذلك لمصلحة
رآها تنازل عن حقه، غير أنه ليس لأحد من أمته أن يعفو عمن تطاول على رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فأي مصلحة أعظم من مصلحة إعلاء شأن الدين وصون عرض النبي العدنان
صلى الله عليه وسلم، وقد روى القاضي عياض أن هارون الرشيد رفع للإمام مالك بن أنس
رحمه الله أمر رجل سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفتي بعض الفقهاء بجلده، فغضب
الإمام مالك، وقال: ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]،
فلا مصلحة أعلى من مصلحة إعلاء الدين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية تعليقًا على قصة
"ذو الخويصرة":
"فثبت أن كل من
لمز النبي صلى الله عليه وسلم في حكمه أو قسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله
عليه وسلم في حياته، وبعد موته، وأنه إنما عفا عن ذلك اللامز في حياته، كما قد كان
يعفو عمن يؤذيه من المنافقين لما علم أنهم خارجون في الأمة لا محالة، وأن ليس في
قتل ذلك الرجل كثير فائدة، بل فيه من المفسدة ما في قتل سائر المنافقين وأشد"[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].










[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- اجتهدنا في تلخيص هذه الأدلة من الكتاب الماتع "الصارم المسلول
على شاتم الرسول" فجزى الله مؤلفه شيخ الإسلام ابن تيمية خير الجزاء على نصره لرسول
الله
÷


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- الصارم المسلول 32.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- روى هذه الآثار الإمام الطبري في تفسيره
(14/331-336).



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- النسعة: سير
مضفور يجعل زمامًا للبعير، وقد تنسج عريضة تجعل على صدر البعير



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- نكبته الحجارة: لثمت الحجارة رجله وظفره، أي نالته وآذته
وأصابته.



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- الصارم المسلول 36.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]4- اللمز: العيب والطعن.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]5- منهم أي من المنافقين.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]6- الصارم المسلول 38.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- الصارم المسلول 39-40 باختصار.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- الصارم المسلول 41.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- الصارم المسلول 41.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- الصارم المسلول 43-44 باختصار.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- صوته.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- الجامع لأحكام القرآن (16/307) ط دار إحياء التراث العربي.



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- الصارم المسلول 55-56 باختصار.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]4- أضواء البيان (7/617).


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- سنن أبي داود كتاب الحدود باب الحكم فيمن سب النبي ÷، وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (4363).



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- الصارم المسلول 89.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- قال ابن حجر في "فتح الباري": وَزْنِ
فَعِيلَة بِمَعْنَى مَفْعُولَة وَهُوَ الصَّيْد الْمَرْمِيّ ، شَبَّهَ مُرُوقهمْ
مِنْ الدِّين بِالسَّهْمِ الَّذِي يُصِيب الصَّيْد فَيَدْخُل فِيهِ وَيَخْرُج
مِنْهُ ، وَمِنْ شِدَّة سُرْعَة خُرُوجه لِقُوَّةِ الرَّامِي لَا يَعْلَق مِنْ
جَسَد الصَّيْد شَيْء



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]4- أَيْ
حَدِيدَة السَّهْم



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]5- ما يَكُون
فَوْق مَدْخَل النَّصْل ، وَالرِّصَاف جَمْعٌ وَاحِدُهُ رَصَفَة



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- قال ابن حجر في الفتح: قد
فسره في الحديث بالقدح بكسر القاف وسكون الدال أي عود السهم قبل أن يراش وينصل ،
وقيل هو ما بين الريش والنصل قاله الخطابي ، قال ابن فارس : سمي بذلك لأنه بري حتى
عاد نضوا أي هزيلا . وحكى الجوهري عن بعض أهل اللغة أن النضي النصل ، والأول
أولى.



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]2- جمع قذة وهي ريش السهم يقال لكل واحدة
قذة.



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]3- علامتهم.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]4- قطعة اللحم.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]5- تضطرب.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]6- رواه البخاري في كتاب "استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم" باب
"من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه"، ورواه مسلم في كتاب الزكاة
باب ذكر الخوارج وصفاتهم.



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]7- برنامج موسوعة الحديث الشريف شركة حرف


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]8- الشفا للقاضي عياض 435.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]1- الصارم المسلول 163.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدلة على وجود الله ، والحكمة من خلقه للعباد
» حكم الساب المتطاول على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: المنتديات الاسلاميه :: ركن السيره النبويه :: الدفاع عن الرسول ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
الأدلة على كفر الساب ووجوب قتله إذا كان مسلمًا Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد